جيهان الصافي

أرجع رياضيون ندرة المواهب الكروية الإماراتية إلى أسباب عدة أهمها غياب ثقافة الاحتراف، واعتماد الأندية على اللاعب الجاهز، الاستعانة بمدرسي رياضة «بارت تايم» غير متخصصين في كرة القدم لاكتشاف المواهب، إضافة لقلة الكشافين وتركيز الشباب والأطفال على الألعاب الإلكترونية.

واقترحوا حلولاً تتمثل في إنشاء أكاديميات في المدارس والجامعات لاكتشاف المواهب في مواقعها، اللجوء إلى مدارس الكرة بالمراحل السنية بالأندية الأوروبية وأخذ خلاصة تجاربهم وتطبيقها في الأكاديميات المحلية.

إهمال الأكاديميات

ورأى نائب رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء محمد عبيد اليماحي أن الاحتراف له دور كبير في غياب المواهب الكروية، لكون الأندية أصبحت تعتمد على اللاعب الجاهز المميز، وأهملت الأكاديميات.

وقال اليماحي إن اللاعب الأجنبي مشارك أيضاً في اختفاء المواهب، إذ «اعتمدنا على الأجانب في مراكز الهجوم والارتكاز والأطراف وغيبنا المواطن، والملاحظ أيضاً ندرة في المدافعين وهذه ظاهرة لا بد من أن تدرس وبحاجة إلى حل عاجل».

ولفت إلى أن أكاديميات العين، الوحدة، الوصل والأهلي كانت تخّرج لاعبين على مستوى عالٍ، وأن التركيز كان كبيراً عليها، إلا أن غيابها الآن يطرح علامة استفهام كبيرة.

أخبار ذات صلة

«الشارقة الرياضي» يوقّع مذكرة تفاهم مع «الدفاع المدني»
فيفا يدعو طاقم الإمارات المونديالي لسيمنار حكام كأس العالم


خبرة محدودة

وأقر المحلل الرياضي عبدالمجيد النمر بغياب وندرة الموهبة الكروية الإماراتية في الفترة الأخيرة.

وأرجع ذلك إلى استعانة أندية سواء في الأكاديميات أو المراحل السنية بمدرسي رياضة «بارت تايم» غير متخصصين في كرة القدم لاكتشاف المواهب. وجزم بصعوبة صنع الموهبة لأنها هبة من الله، لكن من الممكن اكتشافها وصقلها بأدوات النجاح، مطالباً الجهات المسؤولة بالاعتماد على كشافين أكفاء، وليس الاعتماد على مدربين لا يمتلكون ترخيصاً ولا خبرة.

الاتجاه إلى الطلاب

واعتبر رئيس مجلس إدارة نادي الفجيرة ناصر اليماحي قلة الكثافة السكانية في الإمارات، وعزوف أغلب الشباب عن ممارسة كرة القدم، سببان أساسيان لافتقار الموهبة الكروية.

وأشار إلى أنه «على الرغم من العائد المادي الكبير الذي يجنيه لاعب كرة القدم، إلا أن معظم شبابنا فضلوا الاتجاه إلى مستقبلهم الأكاديمي مثل الهندسة والطب ودراسة الفضاء وغيرها من العلوم».

ويرى اليماحي أن الحل يتمثل في إنشاء أكاديميات لأندية كرة القدم في المدارس والجامعات باعتبارها منجماً للمواهب، والعمل على إنشاء دوريات بين المدارس على غرار ما تم في رياضات التايكواندو والجوجيتسو، التي ذهبت إلى المدارس في مواقعها ونجحت.

أين الكشافون؟

وأرجع المشرف العام على فريق كرة القدم الأول في نادي الجزيرة أحمد سعيد المرزوقي غياب المواهب الكروية في الإمارات إلى قلة الكشافين لتلك المواهب، مشيراً إلى أن الإمارات تزخر باللاعبين الموهوبين لكنهم بحاجة إلى من يكتشفهم.

وقال: «لا تستطيع اليوم أن تكتشف لاعباً وأنت موجود في النادي، لا بد من أن تبحث عن هذه المواهب من خلال الأكاديميات الكروية الخاصة، أو تلك الموجودة في الأندية وأن تعمل على صقلها»، مقراً بمعاناة كبيرة للكرة الإماراتية بسبب عدم القدرة على اكتشاف المواهب.

تميز ورفض مدرب الفجيرة الدكتور عبدالله مسفر إلغاء دور الأكاديميات والجهود التي تبذلها فرق العمل بالأندية، سواء في المحترفين أو دوري الأولى، والتي تسهم في اكتشاف المواهب الإماراتية الكروية.

وأكد توافر مواهب كثيرة بالدولة مثل محمد خلفان لاعب الفجيرة وغيره من الشباب بالأندية الأخرى، ومنهم من يوجد في منتخبات الشباب والأولمبي ويحتاجون إلى من يكتشفهم.

وأشار إلى تميز الموهبة الكروية للاعب الهلال السعودي ومنتخبنا الوطني عمر عبدالرحمن، مؤكداً أنه فخر لكل إماراتي وخليجي لما يمتلكه من إمكانات فنية ومهارية عالية، لكن غيابه ليس سبباً أساسياً في انعدام المواهب.

حمى التكنولوجيا

من جانبه، لفت مدير أكاديمية أثلاتيك لكرة القدم في الفجيرة، الدكتور إسماعيل عبدالله، إلى أن الطرق والأساليب الحديثة التي يستخدمها أولياء الأمور لتنشئة الأطفال والشباب، كالهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، أسهمت بشكل كبير في غياب المواهب الكروية.

وطالب عبدالله بالتركيز على طرق حديثة لاكتشاف واستقطاب المواهب الكروية والعمل عليها، محذراً من أن الإمارات ستفتقد بعد خمس سنوات لاعبين ذوي مهارات كروية وأصحاب مواهب وإمكانات.