فاروق جويدة

شاعر وكاتب صحفي ــ مصر

رغم أن قضية الإرهاب احتلت رأس القائمة في القضايا التي ناقشتها القمة العربية ـ الأوروبية في شرم الشيخ، فإن القضية الفلسطينية جاءت في صدارة المشهد من خلال الكلمات التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خصوصاً التركيز على مدينة القدس التي لن يفرط فيها أحد حتى وإن أرادت أمريكا ذلك .. كانت القضية الفلسطينية حاضرة في المشهد أمام خمسين دولة شاركت في هذه القمة من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات.

يأتي هذا والإدارة الأمريكية ما زالت حتى الآن تخفي كل ما جاء في صفقة القرن هذا السر الغامض الذي تتصور الإدارة الأمريكية أنها قادرة على تنفيذه بعيداً عن عيون أكثر من 360 مليون عربي ومليار و600 مليون مسلم .. فالقدس ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، ولكنها قضية تمس سكان ثلث العالم ولا يمكن أن تضمن أمريكا ما يترتب على قراراتها الغامضة في صفقة القرن.

لقد خرج علينا مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ببعض الاجتهادات حول الصفقة الجديدة، وإنها لن تكون قاصرة على إسرائيل والفلسطينيين، بل إنها تضم دولاً أخرى، وأن جغرافيا الصفقة المشبوهة سوف تجرى في أكثر من مكان، خصوصاً أنها ستحقق السلام بين إسرائيل والعرب كل العرب وليس الشعب الفلسطيني وحده.

وأكد كوشنر أن الصفقة تحرص على تحقيق مبادئ حرية العبادات بين الجميع في الأماكن المقدسة، ويقصد بذلك أصحاب الديانات الثلاث: «الإسلام والمسيحية واليهودية»، ولكل دين من هذه الأديان مناطقه المقدسة، مؤكداً أن هناك ترسيماً جديداً للحدود، وبمعنى آخر إزالة للحدود الحالية من أجل صيغة للتكامل الاقتصادي الذي يهدف إلى تنمية الشعب الفلسطيني في ظل خطة للتنمية الاقتصادية

في دول المنطقة.

ورغم الغموض الشديد الذي يحيط بصفقة القرن من الجانب الأمريكي والإسرائيلي، فإن تجاهل العالم العربي في هذه الصفقة حتى الآن يعتبر شيئاً غريباً، ويدعو للشك في الموقف الأمريكي، خصوصاً فيما يتعلق بمدينة القدس، وقد أصدرت أمريكا فرماناً لصالح إسرائيل، وهي بذلك تضرب كل ثوابت التاريخ والجغرافيا وحقوق أكثر من ستة ملايين فلسطيني يعيشون في وطنهم.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


إن على العالم العربي أن ينتبه إلى هذا الخطر القادم، ولا يمكن لنا أن نتصور أن تدور كل هذه المؤامرات من خلف الدول العربية شعوباً وحكومات، وعلينا أن نستعد الآن لهذه المواجهة ونحشد معنا شعوب العالم، التي ما زالت تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.