مارك لافيرني

عقدت منظمة الأمم المتحدة منذ يومين اجتماعاً لخبراء دوليين في نيويورك، للتباحث حول التهديدات المتزايدة والمتسارعة، التي تمثل خطراً على مستقبل الكوكب .. وضم الاجتماع خبراء مختصين في شؤون التغير المناخي، الهجرة، الصراعات والأزمات المتعلقة بكل من المناخ والهجرة وانبعاث النعرات القومية، وتدهور التعددية وقبول الطرف الآخر.

وبالفعل، كان من المناسب التأكيد مرة أخرى على أن انتهاك سيادة البحر والمحيطات لا يقتصر على جزر جنوب المحيط الهادئ البعيدة، أو جزر المالديف الأقرب إلينا، بل حتى الدلتا المصرية تشهد بالفعل انتشار ظاهرة التملّح وتراجع المياه الجوفية.

هنا، للمرء أن يتساءل: ما إذا كانت سواحل وجزر دولة الإمارات العربية المتحدة سوف تنجو من هذا الاهتمام العالمي؟، وكيف ستتعامل مدن الإمارات وموانئها ومؤسساتها الصناعية الممتدة على طول الشاطئ مع مثل هذه التحديات؟ من ناحية أخرى، يشار إلى أن الاحتباس الحراري العالمي في بلدان أخرى يسبب هجرات جماعية من مناطق السواحل الأفريقية ويحصرها في خيار التوجه نحو الشمال خصوصاً إلى أوروبا، حيث يستخدم المهاجرون عشرات الحيل للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، أين يصبح الموت وارداً بكل الأحوال، لكن الأمر حسبهم جدير بالمحاولة لأن هذا الشبح مرافق دائم لحياتهم اليومية البائسة.

ولا يزال هذا الموضوع محل مناقشة؛ ومع ذلك، فإن تشرد السكان ينتشر الآن على نطاق واسع كما لم يحدث من قبل على المستوى العالمي، فهل الصراعات هي السبب الرئيس لهذه الهجرات، أم أن العكس هو الذي نتج، أي أن الهجرات نتاج للضغط المتزايد للصراعات عبر العالم؟ من المؤكد أن الصراعات تنبع من التنافس المتزايد على الموارد الطبيعية وغيرها من المكاسب في عالم مغلق ينمو فيه عدد السكان بوتيرة سريعة، لا تكاد فيه الموارد تلبي حاجات معادلة النمو الديموغرافي المتصاعد.

القلق الجديد هو التهديد الذي تسببه هذه الهجرات والنزاعات على التعددية؛ فالنزعة القومية تتصاعد في كل مكان رغم أن التعامل مع التهديدات العالمية مثل: تغير المناخ لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعبئة الجماعية والعمل المنسق، لكن كثيرين يبحثون عن تدابير وقائية وطنية تخصهم فقط، وينظر إلى كل شيء خارج الحدود على أنه خطر قاتل، سواء أكان بشراً، أو سلعة، أو أفكاراً أو ثقافة.

إن أوروبا اليوم ممزقة بين دولها الشرقية والغربية، ناهيك عن بريطانيا العظمى التي تحلم بإحياء رابطة الشعوب البريطانية المعروفة بـدول الكومنولث، وحتى الأمم المتحدة باتت تشعر بأن تحقيقها لعالم من السلام الشامل منذ إنشائها بعد الحرب العالمية الثانية أصبح محل تحدٍّ كبير، وأن وظيفتها التي ولدت من أجلها تم وأدها، خصوصاً في ظل تعديل الساعة الذرية، مؤخراً، على دقيقتين قبل منتصف الليل.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


لقد أصبح شعار «في الاتحاد قوة» آخر ما تلجأ إليه القوى العالمية بحثاً عن تعزيز السلام والتعاون الدوليين.