د.عبد الله الجسمي

مثَّلت التحولات التي جاءت بها الثروة النفطية طريقة حياة جديدة، اختلفت عن طريقة الحياة التي سبقتها، وطريقة الحياة التي يعيشها أي مجتمع تنتج عنها ثقافة تعكس واقع المجتمع، ونحن - كما أشرت في مقال الأسبوع الماضي بصحيفة الرؤية - أمام مرحلة جديدة.

الحديث هنا، يخص مرحلة ما بعد النفط، التي ستخلق واقعاً جديداً سيفرض طريقة حياة جديدة تختلف عما نعيشه حالياً، والتي ستكون لها قيمها وممارستها ومتطلباتها وآثارها الاجتماعية والنفسية أيضاً، بسبب تراجع مداخيل النفط، وبالتالي تراجع حالة الرفاه الاجتماعي العالم، التي عاشتها شعوب المنطقة منذ عقود، ولا تزال إلى يومنا هذا.

ويتطلب ذلك الإعداد الجاد لمسألة التحولات الثقافية الجديدة فهناك جيل كامل عاش خلال العقود الثلاثة الأخيرة في واقع استهلاكي مترف لن يقوى العديد من المنتمين إليه على تقبل طريقة حياة مختلفة مع تقدمهم في السن، تبرز فيها صعوبات لم يعتادوا على كيفية التأقلم معها، وسيخلق ذلك دون شك تحديات ومشكلات جديدة تقضي معالجات جديدة أيضاً تختلف أساليب التعامل معها مع أساليب المشكلات السابقة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

ويمثل هذا تحدياً حقيقياً لا بد من أن تأخذه حكومات المنطقة بعين الاعتبار وتعد العدة لمواجهة ما ستخلقه عملية التحولات من تأثيرات مجتمعية وثقافية على المستوى الفردي والاجتماعي، خصوصاً أن الجيل الجديد الحالي عاش في ظل الانفتاح التكنولوجي الذي كان له أثر في تشكيل قيمه وأفكاره ورؤيته للعالم والتأثير في هويته أيضاً.