خالد عمر بن ققه

كاتب وصحفي ــ الجزائر

الجزائر.. ورهائنها الثلاثالرهائن الثلاث: الرئيس والشعب والدولة لن يطلق سراحهم إلا بظهور جماعة حاسمة يتزعمها قائدفي حركة الشعوب نحو التغيير تقدم تضحيات كبرى، لأن الطموحات والأهداف المرجوة تتطلب ذلك، لكن في كثير من الحالات تعود الشعوب محملة بأعباء الهزيمة، ناهيك عن أوزار الحروب.

غير أن كل هذا يتم في الظروف التي تتعلق بحالات التحرير .. فماذا عن التغيير الداخلي من أجل السلطة .. وهو ما ينطبق على الحالة الجزائرية تحديداً هذه الأيام؟.

لا شك أن المظاهرات الحالية في الجزائر هي جزء من حركة الشعب، حيث الخروج غير العفوي من حالة الأستاتيكا إلى الديناميكا بالمعنى السوسيولوجي للمصطلحين، وما يترتب عليهما من تفسيرات، غير أن هذا سيخرجنا من مرحلة التجانس أو ما بقي منها، إلى فوضى مستقبلية، أكاد أن أراها رأي العين عل خلفية تراكمات سابقة.

الفوضى المنتظرة ستؤسس من المواقف المتناقضة، ومن التصفيات السياسية والأمنية والعسكرية بين متخاصمين داخل السلطة، مرفقة بمطالب اجتماعية ستجعل من الدولة الجزائرية فى مواجهة نيران صديقة أولاً، وعدوة، ظاهرة أو خفية، ثانياً.

إننا والحال تلك، نتحدث بألم وفجيعة عن دولة يعقد أهلها الأمور فيها، ويرفضون الحلول القانونية السهلة ليمتطوا صهوة الصعوبات لأجل الانتقام القاتل من الذات ومن الأنا الجمعي، ومن الزمن ومن التاريخ.

الجزائريون في رفضهم، وهو حق مشروع، لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة يدخلون المرحلة الثانية من الاستراتيجية العامة لرهن الجزائر، فقد أخذ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رهينة من طرف المستفيدين من وجوده السلطة بمن فيهم أقاربه منذ أن أصبح عاجزاً عن القيام بمهامه بسبب المرض، وها هي مجموعات الفساد من خلال الفعل وردة الفعل تقوم بتحويل الشعب الجزائرى كله إلى رهينة، وبدعوة المتظاهرين إلى إسقاط النظام يتم تحويل الدولة إلى رهينة، وتلك مصيبة كبرى حتى لو نجت من القراصنة السياسيين، وما ظنِّي بأن هذا سيصبح ممكناً.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


الرهائن الثلاث، الرئيس والشعب والدولة لن يتم إطلاق سراحهم إلا بظهور جماعة حاسمة يتزعمها قائد يثبت وجوده، ويفرض على الجميع سيادة القانون.. قائد ظهوره بات وشيكاً، سيكون محصناً بأسلوب المقاومة، وهذا في نظري سيكون ابناً شرعياًّ للشعب وللجيش معاً.