مصطفى طوسه

كاتب وإعلامي ـ فرنسا

تحتل إيران وتركيا في مخيلة الأوروبيين هذه الأيام موقع الشيطان اللئيم الذي تجب محاربتهتحتل إيران وتركيا في مخيلة الأوروبيين هذه الأيام موقع الشيطان اللئيم الذي تجب محاربته، وقص أجنحته، وحشره في الزاوية لاحتواء تصرفاته العدائية ودحر نفوذه المتسلط، ولكل بلد خصوصيته ومميزاته التي تسببت في فزع واشمئزاز الأوروبيين، وهو ما دفع بالبعض إلى وصف محور طهران ـ أنقرة بمحور عم الاستقرار والمغامرة السياسية.

بالنسبة لإيران أولاً، لا يكاد يمر أسبوع دون أن تكشف الأحداث عن توتر بين طهران وإحدى العواصم الأوروبية على خلفية الاستراتيجية الإرهابية، التي اختارت السلطات الإيرانية تنفيذها على التراب الأوروبي مستهدفة في بعض الأحيان مواطنين أوروبيين من أصل إيراني، والتي تبين أن أعلى الشخصيات الاستخباراتية الإيرانية متورطة فيه.

القيادات الأوروبية سارعت للتنديد بهذه التصرفات الإرهابية للنظام الإيراني ووضعه في قفص الاتهام كقوة عرابة للإرهاب الدولي ووعدت بفرض عقوبات على نظامها لكن صرامتها لم تذهب حتى الآن إلى حد سحب مظلتها السياسية والاقتصادية عن الاتفاق النووي الإيراني الذي مزقته إدارة الرئيس دونالد ترامب وفرضت ضغطاً ملموساً على الماكينة الإيرانية، ولعل الضغوطات التي تمارس حالياً على المستوى الأوروبي على حزب الله، الذي يعتبر الذراع الإيرانية المسلحة في المنطقة، تدخل في إطار عملية تقليم الأظافر الإيرانية وتضييق الخناق على مدار نفوده.

أما تركيا أردغان، ففي الأيام القليلة الماضية صدر تقرير عن البرلمان الأوروبي يوصي بوضع نقطة النهاية لمسلسل المفاوضات التي تأملت من خلالها أنقرة الانضمام إلى دول الاتحاد الأوروبي، وقد سبق لتلك المفاوضات أن جُمدت في السنوات الأخيرة عقاباً لتصرفات السلطات التركية تجاه قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير والمنحى السلطوي المتشدد، الذي اتخذته إدارتها لقضايا البلاد ومواقفها اتجاه قضايا المنطقة.

ولا أحد يعرف حتى الآن ما إذا كانت القيادة السياسية الأوروبية، ستترجم تلك التوصيات على أرض الواقع، وهي بلا شك تعكس رفضاً أوروبياً شعبياً قوياً لتركيا ولعملية التحاقها بالعائلة الأوروبية.. أردوغان الذي بقيت صورته ـ حتى الآن ـ لصيقة بالرجل الذي مارس عملية ابتزاز اتجاه المؤسسات الأوربية لحل أزمة تدفق المهاجرين على التراب الأوروبي و وتبنى مواقف مبهمة ومتواطئة في بعض الأحيان اتجاه الإرهابيين الأوروبيين الذين عبروا تركيا تجاه العراق وسوريا للمشاركة في المشروع الداعشي.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟