عمر عليمات

كاتب ومستشار إعلامي ــ الأردن

نظام الملالي المهترئ ما زال يعيش الوهم وأحلام التوسع وتصدير الثورةعندما قرأت تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف، الذي أكد فيه أن طهران لا تسعى وراء التوترات مع الریاض، وإنما السعوديون هم الذين يفتعلون التوترات داخل المنطقة، خطر على بالي قول شاعرنا الكبير أحمد شوقي:

«والمرء ليس بصادق في قوله // حتى يؤيد قوله بفعال»

أن يدافع وزير خارجية عن سياسة بلاده فهذا دوره ووظيفته، ولكن أن ينفصل عن الواقع، ويعيش حالة من الأوهام، فهذه حالة متقدمة من الانفصام والإنكار المرَضي، ودليل ضعف لا دليل قوة وإيمان بالمواقف.

الوزير الظريف الذي يتعامل معه المرشد بوصفه بوقاً للسياسة الإيرانية وليس شريكاً في صناعتها، عليه أن يدرك أن السياسة الخارجية تقوم على قوة الحجة ومنطق الطرح، والدفاع عن الموقف وإظهاره بصدق وشجاعة، لا أن يتعمد الوزير استغباء العالم للظهور بمظهر الباحث عن السلام وعلاقات حُسن الجوار.. لقد نسي ظريف أو تناسى أن فيلق القدس إيراني وليس سعودياً، وأن حزب الله ذراع طهران وليس الرياض، وأن الحوثيين يدينون بالولاء لعمائم إيران، وتجاهل دور بلاده في سوريا ومحاولات التغيير الديمغرافي فيها، ولم يتذكر ممارسات مرشده في انتهاك مبادئ المواطنة وتقمص دور الوصي على مواطني دول أخرى، والقائمة طويلة تحتاج إلى مقالات لاستعراضها فقط دون الدخول في تفاصيلها.

نظام الملالي المهترئ ما زال يعيش الوهم، وأحلام التوسع، وتصدير الثورة، ظناً منه أن التاريخ قد يعيد نفسه، غير مدرك أن ممارساته وأساليبه الملتوية باتت مكشوفة للعالم أجمع، وله في تصنيف بريطانيا حزب الله منظمة إرهابية عبرة ودرس، وعليه أن يقف طويلاً عند هذا القرار، فاليوم حزب الله وغداً النظام الإيراني، وتعليق الآمال على أن روسيا ستبقى إلى جانبه إلى الأبد ضرب من الوهم، فإذا كانت موسكو اليوم ترى في طهران حليفاً قد ترى غير ذلك مستقبلاً.

لتعلم إيران أن ممارسة أساليب عفا عليها الزمن محاولة بائسة، فقاعدة الألماني جوزيف غوبلز مهندس الدعاية النازية «اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، انتهت وبالاً على أدولف هتلر فمات ميتة لا تشرف أحداً، وتاريخه وصم بالسواد في سجل البشرية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وأخيراً نقول للسيد ظريف ونظامه انتبهوا لمستقبل شعبكم بدلاً من المراهنة على تدمير مستقبل المنطقة، قبل أن يلفظكم التاريخ.