عز الدين الكلاوي

عشت خلال الأيام القليلة الماضية في أجواء الأولمبياد الخاص والتحضير للألعاب العالمية التي افتتحت أمس رسمياً في حفل رائع باستاد مدينة زايد بالعاصمة أبوظبي، والذي كان من وجهة نظري الأجمل والأكثر زخماً في تاريخ هذه الألعاب التي حضرت إحداها بمدينة ألاسكا بالولايات المتحدة منذ 18 عاماً، وتابعت الكثير منها على الميديا طوال هذه السنوات.

وأسعدني الحظ لأتابع الإنجاز التاريخي لدولة الإمارات اليوم، وهي تترجم أفكار مؤسسة وراهبة الأولمبياد الخاص يونيس شرايفر إلى حلم عالمي يدخل لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويسجل مشاركة أكثر من 200 دولة.

وكان من حسن حظي وأنا أحضر المؤتمر الصحافي الافتتاحي أمس الأول للألعاب أن أطالب ميري ديفيس الرئيس التنفيذي للأوليمبياد الخاص الدولي على الهواء مباشرة، وبحضور أكثر من 100 صحافي من جميع أنحاء العالم، بأن بأن تعتمد هذه المنظمة وتبنى وثيقة «خلوة» أصحاب الهمم التي اعتمدتها حكومة الإمارات، هذا الأسبوع، وأن تحملها المنظمة إلى ردهات الأمم المتحدة لكي تكون وثيقة للعالم أجمع.

ومن جانبها، وعدت ميري بذلك مبدية إعجابها بهذه الوثيقة الفريدة وبالتنظيم الرائع لأفضل أولمبياد خاص في التاريخ.

امتد تاريخ الأولمبياد الخاص عبر أكثر من 60 عاماً، بعد تفاعل أشقاء الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي مع شقيقتهم روز ماري التي ولدت مصابة بمشاكل تأخر ذهني، وعانت كثيراً، لأن مفهوم التعامل في ذلك الوقت، كان احتجاز هذه الفئة وحبسها في مكان منعزل، من دون تعليم أو تأهيل ومعايشة، ما كان يجعلهم يتأخرون وتتراجع صحتهم.

وتفاعلت يونيس، الشقيقة الكبرى لروز ماري، مع آلام أختها وآلاف الحالات الأخرى، ليبدأ مشروع الأولمبياد الخاص في أواخر الستينات، وتعززه توصيات ومبادئ تشريعية، من الرئيس كينيدي نفسه قبل اغتياله، ثم اثنين من أشقائه اللذين شغلا عضوية الكونغرس.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


ونجحت فكرة يونيس، وأقيم أول أولمبياد خاص عام 1968، ليبدأ انتشار هذه الحركة عالمياً، والتي مدت جسر النجاة لملايين البشر، وفي أبوظبي أمس بدأ فصل جديد من تاريخ حركة الأمل في الحياة.