عبد الرحمن النقبي

كثيراً ما نسمع كلمة مجتمع متحضر أو متخلف.. هذه هي صورة المشهد من بعيد، وهو أنه هناك مجتمعات متقدمة وأخرى متخلفة، بينما الموضوع في جوهره هو أن العامل الرئيس في تقدم مجتمع أو تأخره، هو مجموعة الأفراد الذين يُشكلونه، حيث يُسهم واحد منهم بشكل كبير أو قليل في تشكيل المجتمع وقولبته، والإنسان بطبيعته يتوق الى الاستقلالية والحرية، ومتى ما وجد مجتمعا يحترم تلك الطبيعة كان مردوده أكثر إيجابية من هذا المنطلق، إستوعبت الدول المتقدمة قيمة الفرد في المجتمع وأهمية استقلاليته وما يُمكن أن يقدمه في سبيل النهوض بمجتمعه، الأمر الذي دفع تلك الدول إلى إعطاء مساحة كبيرة من الحرية للفرد في أن يسلك المسلك الذي يريده ه دون المساس بحقوق الآخرين.

لا غرابة بأن الدول التي تتذيل ترتيب التقدم والحضارة، هي تلك التي لا تولي أهمية كبيرة لقيمة الفرد واستقلاليته مما يحوله إلى مجرد رقم لا قيمة له في المجتمع، مع أنها ترى تجارب الدول المتقدمة قائمة على اشعار الفرد بقيمته وأهميته في مجتمعه، الأمر الذي ساعده في الابتكار والابداع والمشاركة في النهوض بمجتمعه ووطنه.

نظرة خاطفة وسريعة على تاريخ البشرية بإمكانها أن تُخبرنا بأن مسار البشرية تغير في مراحل مختلفة على يد قلة من العباقرة، الذين وجدوا متنفساً في جو يمنح الحرية ويُشجع استقلالية الفرد.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

وخلاصة القول: أن المجتمع الناجح يتجلّى في احترام استقلالية الأفراد، وتقديره لخياراتهم، وذلك ما تحيلنا إليه مقولة الفيلسوف البريطاني«جون ستيوارت ميل»، القائلة:«إنّ قيمة الدولة على المدى الطويل هي قيمة الأفراد الذين تتألف منهم».