خلود الفلاح

كاتبة وإعلامية ـ ليبيا

العالم اليوم يسير نحو المحتوى الرقمي لكنه لا يلغي الورقييرفض البعض خصوصاً الأكاديميين أو صناع القرار الإعلامي الاعتراف بوسائل التواصل الاجتماعي كبديل أو حتى كخط مواز في العمل، بدواعي المهنية والمصداقية.. وجهة نظر تحترم، رغم أنه مع موجة الانتفاضات العربية كانت هذه الوسائل مصدراً للخبر بصرف النظر عن دقته، وظهر مصطلح صحافة المواطن، وأخيراً ظهرت حتى قنوات اليوتيوب المختصة في الأدب.

اليوم نحن مع مصطلح آخر وهو «بوكتيوب»، أي القنوات الأدبية على اليوتيوب، أسستها وتشرف عليها مجموعة من الشباب العرب المهتمين بالكتب الأدبية، ولا ننكر أن لديهم قاعدة من القراء الذين تجاوز عددهم الآلاف، من المواظبين أسبوعياً على متابعة هذه القنوات وتقديم اقتراحات لمراجعات كتب جديدة. هؤلاء الشباب لا يحققون أرباحاً مادية، فقط هدفهم الدعوة إلى القراءة، ولا يحلمون بأن يكونوا بدائل للإعلام التقليدي، لكنهم يؤمنون بأن المحتوى الرقمي هو الذي سينتصر في المستقبل، وطالبوا دور النشر بضرورة إصدار نسخ إلكترونية معتمدة من كتبها بأسعار أقل.

وبحسب ويكيبيديا بدأت تظهر قنوات بوكتيوب باللغة العربية منذ عام 2013، لكن يعتبر عام 2017، أكثر عام انطلق فيه عدد كبير من قنوات البوكتيوب، إذ تجاوز العدد 17 قناة بوكتيوب جديدة.

هناك قنوات بوكتيوب عربية مشهورة قارب عدد مشاهديها الأربعة آلاف متابع، كقناة «أصدقاء الكتب» التي أسسها شاب من المغرب عام 2017، اسمه زكرياء ياسين، وهو يؤمن بأن هذه القنوات يمكنها أن تصير مرجعاً لدور النشر وللكتّاب، ونحن نؤكد أن هذا ما تحقق منذ سنوات في أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول كثيرة أخرى، حيث أصبحت دور النشر تعمل علاقات تعاون أو شراكة مع قنوات البوكتيوب، إذ أصبحت الكثير من الكتب تظهر إعلامياً في قنوات ومدونات صنّاع المحتوى قبل شهور من صدورها الرسمي.

في ذات السياق نذكر أيضاً قناة «الروائي» التي تأسست يوم 29 يونيو 2017، بتحميل فيديو مراجعة لرواية «واحة الغروب» للكاتب بهاء طاهر، ويسعى مؤسس القناة المصري عمرو المعداوي إلى جعل قناته المنصة الأهم في التعرف على جديد الروايات في الوطن العربي.

صحيح أن العالم اليوم يسير نحو المحتوى الرقمي ولكن لا بد من أن نخرج من دائرة السؤال المطروح دائماً، هل هناك منافسة بين المحتوى الرقمي والمحتوى الورقي؟.. أعتقد أنه لا أحد يلغي الآخر.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟