فاطمة اللامي

كاتبة وإعلامية ــ الإمارات

أفردت دولة الإمارات، يوماً، خاصاً، للاحتفاء، بالطفل الإماراتي، الذي يصادف 15 مارس من كل عام، وقد جاءت هذه المبادرة، الوطنية، الحضارية، لتأكيد حقوق الطفل، وحمايته من كل ما يعوق تطوره أو يفقده الشعور بالأمان تحت مظلة مجموعة من التشريعات التي تكفل له جميع حقوقه في الحياة.

فالطفل، اليوم، يتعرّض لمخاطر عدة، قد تفقده اتزانه النفسي والعاطفي طوال حياته، كالاعتداء عليه جنسياًّ، أو نشوئه في ظل أسرة مفككة غير مستقرة، فتخصيص، يوم للاحتفاء، بحقوق الطفل الإماراتي، يأتي من منطلقات إنسانية واجتماعية وثقافية تبنتها القيادة الرشيدة، لحماية الطفل أسرياً واجتماعياً بما يكفل له الحياة المستقرة والنمو السليم، من كونه فرداً يعوّل عليه الكثير في صناعة المستقبل وفي استكمال مسيرة التنمية الوطنية.

أكثر ما يهدد حياة الأطفال، اليوم، هو التفكك الأسري، كطلاق الأبوين وتخليهما عن مسؤولياتهما تجاه أبنائهما في سن صغيرة، فضلاً عن الاعتداءات الجسدية والمعنوية التي قد يتعرض لها من والديه أو ممن يقعون ضمن الدائرة المقربة منه، كالفئات المساعدة ومن ثم الفئات الأخرى التي تعترض براءته وتستبيح جسده وكرامته.

أطفالنا، اليوم، ليسوا محميين بما يكفي، بعد أن تم الاستعانة بفئات مساندة، أوْكَلنا إليها رعايتهم ومتابعتهم وحمّلناها مسؤولياتنا الأبوية كافة، لتتسع دائرة المخاطر التي نحيطهم بها، والانشغال عنهم بملء إرادتنا.

لا توجد وصفة مثالية تكفل النمو السليم لأطفالنا كرعايتنا الأبوية المسؤولة لهم.. أن نحيطهم بالحب والاهتمام كما يجب، أن نكون لهم الرفيق، والحارس، والعين التي ترعاهم في البيت وخارجه؛ فهل استدرك بعض الآباء حجم التقصير تجاه أطفالهم في هذا اليوم؟!

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟