باسمة أبو شعبان

إعلامية وناقدة اجتماعية ـ فلسطين

تأسست أول وزارة للتسامح في العالم عام 2016 في دولة الإمارات، ما جعلها رائدة، وتعززت هذه الريادة من خلال انطلاق عدد من المشاريع والمبادرات الداعمة والمُؤَسِّسَة لثقافة التسامح، أولها إطلاق البرنامج الوطني للتسامح، ويتضمن البرنامج تخصيص أسبوعٍ سنويٍ للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات، ما يجعل المؤسسات تتنافس في تقديم مبادراتها وتطبيقاتها لنشر ثقافة التسامح، أما المعهد الدولي للتسامح فهو الأول من نوعه في الوطن العربي، ويَهْدُف لتشجيع وتبنى ونشر الدراسات والبحوث والتقارير المتعلقة بترسيخ التسامح لدى الأجيال الشابة، خصوصاً تلك البحوث التي تعمل على تطوير منظومة التعليم، ويقدم خدماته للباحثين العرب وغير العرب، ذلك عدا «جائزة محمد بن راشد للتسامح»، وتوج هذه المبادرات وغيرها الكثير، إعلان عام 2019 عاماً للتسامح، لتأكيد النتائج والأهداف المرادة لترسيخ المحبة بين الناس، وبذلك يتم الوصول إلى الأسلوب الأنجع لمجابهة التطرف والإرهاب بمنتهى السلام.

إن كان التسامح في مفهومه العام يقصد تقبل الآخر والثقافات والأديان على اختلافها، وحب الخير والتآلف والتعاون والعطاء والمساوة بين البشر، ذلك فيما يختص بالعلاقات بين الشعوب، فإن أهم تطبيقاته تلك التي تجسدها العلاقات بين الأفراد، ومن المؤكد أن التسامح لا يصدر إلّا من النفوس الكبيرة، والاعتذار من أهم أشكاله وتجسيداته، فالاعتذار يعزز الثقة والمحبة بين الناس، وهو فعلٌ قد يبدو ثقيلاً، وقد يتطلب قوة وثقة بالنفس وبالآخر، وربما احتاج سبر دواخل الآخر لمعرفة إن كان مقدراً لمفهوم الاعتذار، فشكراً لكل من لم يتكبر على الاعتذار والتسامح، في عام التسامح.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟