فينيامين بوبوف

رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية‬ الروسية

نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية منتصف فبراير الماضي مقالًا جاء فيه: أنه وفقًا لإحصاءات إسرائيلية رسمية أجريت بداية هذا العام، يعيش 6.7 مليون يهودي و6.7 مليون عربي في الأراضي الإسرائيلية (بما فيها الأراضي الفلسطينية المحتلة).

وترى قوى المعارضة الإسرائيلية أنّ هذه الأرقام تسلط الضوء مرة أخرى على شدة الصراع العربي الإسرائيلي، وتؤكد ضرورة حل المشكلة بأسرع وقت من قبل الطرفين وفقاً لما نصت عليه العديد من وثائق الأمم المتحدة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ دولة «إسرائيل» نفسها تأسست بقرار من منظمة الأمم المتحدة، التي تبنت على مدى السنوات السبعين الماضية أكثر من ثلاثة آلاف قرار بشأن إنشاء دولتين عربية ويهودية على الأراضي الفلسطينية.

ولطالما أيدت قوى اليسار الإسرائيلي فكرة أن السكان هم العامل الرئيس الذي يجبر الحكومة الإسرائيلية على إيجاد حل للنزاع بالشكل الذي يقبله السكان الفلسطينيون، وإلا فسوف تختار إسرائيل إقامة نظام الفصل العنصري للسيطرة على الذين يعيشون على الأراضي التي تحتلها، والحجة الأخرى هي أن معدلات المواليد بين الفلسطينيين أعلى منها لدى الإسرائيليين، وبالتالي سيكون من الصعب الحفاظ على أغلبية يهودية في الدولة مستقبلاً.

وتبعاً لذلك، شاع الحديث حول ما يسمى بــ «صفقة القرن» التي تهدف إلى حل الوضع في الشرق الأوسط، والتي وعد الرئيس الأمريكي ترامب بنشرها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وإن كانت التسريبات قد كشفت أن الفلسطينيين رفضوا هذه الخطة كلياً، لأنها لا تتضمن أي ذكر لاعتبار القدس الشرقية عاصمة محتملة لفلسطين، كما تتجاهل مشكلة اللاجئين.

من ناحية أخرى، أوضحت مصادر فلسطينية: أنّ الأمريكيين يرغبون في مناقشة قضية نحو 40 ألف لاجئ نجوا من الحرب عام 1948 وليس لديهم أي نية للاعتراف بحقيقة أن العدد الإجمالي للاجئين ارتفع إلى خمسة ملايين خلال العقود السبعة الماضية.. إضافة إلى أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقله السفارة الأمريكية قد أثار غضب العالم الإسلامي.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وذكرت صحيفة جيروساليم بوست أن المسجد الأقصى والمدينة القديمة في القدس لهما اعتبارات رمزية وقدسية خاصة لدى المسلمين، وبالتالي لن يسمحوا لقادتهم بالموافقة على منح إسرائيل شرعية السيطرة عليهما.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لها مكانة بارزة في المجتمع الدولي إلا أنها لا تستطيع فرض قراراتها دوماً، ومن المفارقات أن حلفاء واشنطن يحاولون الدفاع عن مصالحهم واتباع سياساتهم الخاصة ولو لم يكن ذلك بشكل متسق دائمًا، وموقف بعض الدول من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جدير بالملاحظة في هذا الصدد، فعندما رفض الأمريكيون دعم هذه المنظمة، قامت بعض الدول الآسيوية والأوروبية بتعويض نقص الأموال بناء على طلب الفلسطينيين، لذا من الضروري مواصلة الجهود للتغلب على هذا المأزق مع الاحترام التام للإطار القانوني الدولي الهادف إلى إجراء محادثات وحل أقدم أزمة في المنطقة.