مروة السنهوري

شهد خامس أيام الشارقة المسرحية عرضين متميزين، الأول حمل عنوان «الساعة الرابعة» للمسرح الحديث بالشارقة، عالج قضية الوسواس القهري، وجاء الثاني بعنوان «صينية الشقور» لمسرح بني ياس مقدماً نصاً مسرحياً متكاملاً دحض أفكار الدجل والشعوذة.

وتستعرض مسرحية «الساعة الرابعة»، التي عرضت على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون، على لسان أبطالها الخمسة المصابين بالوسواس القهري أزمات النظافة وسلوك التكرار القهري وترديد الجمل وعدم القدرة على السير في خطوط مستقيمة.

ويقدم العرض نماذج من الأشخاص الذين يعانون الوسواس القهري، إذ يلتقون عند زيارة لطبيبهم النفسي المشترك الذي انتظروه منذ شهور طويلة، فيتأخر الطبيب الذي منحهم وقتاً موحداً للفحص في تمام الساعة الرابعة.

وتتصاعد الأحداث إذ ينظر الجميع لبعضهم البعض نظرة استغراب، ويقرر المصاب بوسواس الشتم أن يعقد جلسة علاج جماعية إلى أن يأتي الطبيب، وفي هذه الجلسة يتحدث المرضى عن مشكلاتهم الاجتماعية التي كانت جذراً للأمراض التي يعانون منها.

تقبل الآخر

وفحوى العرض، الذي ألفه طلال محمود وأخرجه إبراهيم سالم، متقاطع من إشكاليات وهموم الواقع العربي، إذ تركز على فكرة تقبل الآخر، ووجهات النظر المختلفة تجاه هذه الفكرة، وتتبنى أغلب وجهات النظر الجانب السلبي غير المثمر، مستندة في ذلك إلى وعي مغلوط قائم على عنصري الشك والريبة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


كوميديا هادفة

ولامست المسرحية الجمهور بخفتها عبر الكوميديا الهادفة وليست المجانية، من خلال مضمون متماسك إخراجياً، واتسمت حركة الممثلين بالسلاسة والبساطة، إذ وفق المخرج في توظيفها مع الموسيقى لخلق حالة من البهجة.

وتماهى أداء الممثلين مع الشخصيات، وكأنهم فعلاً مرضى دون الانفصال عن الحالة، ما رفع من مستوى النضج والإبهار.

مشاكل تصطدم بالشعوذة

أما مسرحية «صينية الشقور»، من تأليف حميد فارس وإخراج علاء النعيمي، التي قدمها مسرح بني ياس أمس الأول، فدارت مشاهدها حول شخصيات تنشد الحل لمشكلاتها عبر الشعوذة والدجل، من خلال ثلاثة شخصيات هي «المدير، وعامل النظافة، والمؤثرة الاجتماعية عبر مواقع التواصل».

وعبر دهاء الدجال وذكائه يسجل اعترافات الشخصيات الثلاثة بكاميرا فيديو، ويهددهم لاحقاً بأن يفضحهم إذا لم يخضعوا لرغباته، وهكذا يصبحوا خداماً له بما فيهم المدير الذي أصبح حاملاً لصينية الشقور (الدخون).

وقدم العرض على خشبة مسرح جمعية المسرحيين بالشارقة، وتماهى الجمهور مع تفاصيل الحالة الفلكلورية الشعبية للدجل عبر توزيع الممثلين والجوقة الموسيقية، ما أشعر الحضور بأنهم جزء من تجربة جلسة السحر والشعوذة الواهية.