د.عماد الدين حسين

خبير قانوني دولي

ما يؤثر فيك بزوايا المركز هو دفء المعرفة وتفاعل الحضوركثيراً ما يتوق الإنسان إلى أن تغمره سكينة المعرفة التي تفيض من معين الأصالة والتراث والفكر، كان ذلك حالنا في أمسية استثنائية بـ «مركز جمال بن حويرب للدراسات»، تلك الرئة النابضة برؤيتها الواعدة بزرع التوعية بين الشعوب وإرشادهم إلى العادات والتقاليد السامية، التي ورثها الأحفاد عن الأجداد، والعناية بنشر ثقافة دولة الإمارات عبر الإصدارات والمنصات المعرفية المتنوعة والمتجددة، ومهمتها لتعزيز التراث واللغة العربية والانفتاح على الغرب.

شعور غامر بدفء المعرفة وأنت في جلسة معرفية ثرية تشاركية تفاعلية مع رواد الثقافة الأصيلة شكلوا سيمفونية أبناء وطن يسكنهم قبل أن يسكنونه، وسفراء فوق العادة في وطن الريادة والسعادة، وفي حضرة معارف غزيرة شخوصها منابر علم وقناديل للفكر المستنير، نفتقدها كثيراً في زمن طغت فيه المنصات الهزلية والمعرفة الاستهلاكية.

في مركز بن حويرب كان الحديث عن همة وقمة وعَلَم من أعلام هذه الأمة يزداد افتقادنا له كلما امتدت سنوات الغياب برغم حضوره الآسر، إنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

كان الحديث عن إطلالة معرفية في كتاب عن الشيخ زايد، حاول الكاتب مجتهداً أن يستحضر فيه تلك الشخصية الاستثنائية في إطار منهجي مرتبط بالتميز جذوراً وفروعاً وثماراً وأثراً مستداماً.

كم أبهرتني تلك التفاعلية التشاركية من الحضور؛ فذاك يستحضر ذكرياته عن الرهانات التي راهن عليها الشيخ زايد رحمه الله في بناء الدولة، وتمكين الإنسان قبل المكان، والاستثمار في البشر قبل الحجر، وآخر يجعلك تستشعر أن الشيخ زايد حاضراً معنا بالحديث عن رؤيته الفذة في الاستفادة من الرأسمال البشري، وحلمه المقترن بعزمه بأن يعم الرخاء والنماء ليس فحسب في دولة الإمارات ولكن في العالم العربي والإسلامي والدولي بأسره.

ما يؤثر فيك بزوايا المركز هو دفء المعرفة وتفاعل الحضور وهمة القائمين، والقاسم المشترك بينهم الشغف بالثقافة، وأصالة التراث، وسمو القيم والعادات، وحب العطاء امتداداً للغرس المستدام الذي أورثه زايد للأجيال.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


ما أحوجنا في عالم اليوم إلى مجالس دافئة بمعرفة أصيلة وفكر مستنير، وشركاء أوفياء لأوطانهم وقادتهم.

كل الامتنان مقروناً بالعرفان والتقدير لمركز بن حويرب على جعلنا نعيش لحظات لا تنسى في حضرة «زايد والتميز».