فينيامين بوبوف

رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية‬ الروسية

«الولايات المتحدة يجب أن تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان».. تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقبل أيام قليلة توقفت واشنطن عن استخدام مصطلح «الأراضي التي تحتلها إسرائيل» فيما يتعلق بمرتفعات الجولان.

يعرف العالم بأسره، وهناك العديد من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، جميعها تعترف بأن مرتفعات الجولان هي جزء من سوريا احتلته إسرائيل خلال حرب عام 1967.

لسوء الحظ، نواجه اليوم أنانية سياسية عدوانية تغذيها الادعاءات بالحق المطلق في تحديد «قواعد» النظام العالمي، ومصير الشعوب والبلدان وجميع المناطق، لكن لن تذهب روسيا أبداً إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.

في رأيي، هناك ثلاثة أهداف رئيسة لدونالد ترامب لإصدار مثل هذه التصريحات، أولها: ربط إسرائيل بقوة أكبر بحيث ترى في الولايات المتحدة الحليف الوحيد في هذه القضية؛ وثانيها: تقسيم العالم العرب، وثالثها: ضرب سوريا وشراكتها مع روسيا.

لقد دعمت موسكو بثبات وحزم سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وهي مقتنعة بأنه لا يوجد بديل للتسوية السياسية للأزمة السورية، وتبذل قصارى جهدها لتحقيق ذلك، أما الآن ومع وقف الأعمال القتالية واستقرار الوضع في معظم أنحاء سوريا، أصبحت قضايا تقديم المساعدة للسوريين في المقدمة، ولتحقيق هذا الغرض الإنساني، تفعل روسيا الكثير، إذ قامت منذ يوليو من العام الماضي بإعادة بناء 800 مؤسسة تعليمية و150 مؤسسة طبية، وإصلاح أكثر من ألف كم من الطرق السريعة، وتشغيل 130 منشأة لإمداد المياه، كما وزعت 3300 طن من المواد الغذائية والضروريات الأساسية، بالإضافة لتقديم الأطباء الروس المساعدة لأكثر من مئة وخمسة آلاف محتاج.

وخلال الأشهر الستة الماضية، تمكن أكثر من 150 ألف لاجئ و1.2 مليون نازح من العودة إلى أماكن إقامتهم، ويعود يومياً إلى سوريا أكثر من 100 شخص، ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 76 في المئة من اللاجئين يرغبون في العودة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


بالنسبة لإطار العمل في أستانا مع إيران وتركيا، بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا وبالتنسيق مع الحكومة السورية والمعارضة، تعمل روسيا على الإطلاق المبكر للجنة الدستورية في جنيف التي ستمهد الطريق لبداية عملية مستدامة لحل الأزمة السورية.. روسيا مقتنعة بأن السوريين، مثل الشعوب الأخرى في الشرق الأوسط، قادرون على تحديد مستقبلهم من خلال حوار وطني واسع وشامل، واتفاقيات مقبولة بين جميع الأطراف.