عبد الرحمن النقبي

مدير العمليات اللوجستية بأدنوك ـ الإمارات

فُجعت نيوزيلندا، البلد الجميل المسالم، كما فُجع العالم بأسره على خلفية العملية الإرهابية التي راح ضحيتها أبرياء ذنبهم الوحيد أن ديانتهم تختلف عن ديانة الإرهابي، الذي أهدر دماءهم، وهو فعل إجرامي استهجنته معظم البشرية.

لا شك أن الإسلاموفوبيا لها حضورها في الغرب، رغم تطوره الحضاري والإنساني، بسبب وجود أصوات عنصرية ما زالت تبث سمومها دون تجريم، ناهيك عما تقوم به شبكات الأخبار وشركات إنتاج الأفلام من دور كبير في ترسيخ الكراهية.

ويبدو أن جذور هذه الآفة قد ترجع إلى الحروب الصليبية، أي قبل حوالي ألف عام، حيث كان بداية تشكّل الحضارة الأوروبية الجديدة التي نفضت عن كاهلها الإرث الروماني المتهالك.

يرى بعض المؤرخين أن الحروب الصليبية تعد أول اختبار لوحدة أوروبا الجديدة، وكانت هي المرة الأولى وربما الأخيرة التي تقف فيها أوروبا تحت راية واحدة متفقة على هدف واحد، وكان هذا بمثابة بداية تشكّل الوعي الجمعي الأوروبي الجديد الذي كان في مرحلة طفولته.

على العموم، أدّت الحروب الصليبية إلى تعميق الرابط الديني بين الشعوب الأوروبية المسيحية، وأصبحت قضية مصيرية لأوروبا بأكملها، وكان من نتائجها السلبية أن صوّرت هذه الحروب الإسلام عن طريق رجال الدين، واعتبرته دين تخلف وشذوذ ووحشية.

ورغم قِدم الحدث إلا بعض العنصريين والمتشددين يحمل اليوم ـ على خلفية التاريخ القديم أو بدونه ـ كراهية للإسلام، وهذا يعود إلى المشاعر العاطفية التي ترسّخت في التيارات المتطرفة وتعمل على تنميتها، ويصعب التخلص منها، الأمر الذي يتطلب معالجة المشكلة من جذورها.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟