خلود الفلاح

ناقدة وإعلامية ـ ليبيا

على الرغم من ثورة التكنولوجيا الحديثة فما زال هناك أطفال يحبون الكتاب، وحريصون على اقتناء مطبوعاتهم بشكل منتظم، هذا ما يؤكده كتّاب أدب الطفل حول قيمة هذا الأدب ومكانته، وهو الذي لا يقل أهمية عن الأدب الموجه إلى الكبار، بل هو أكثر تعقيداً وصعوبة نظراً إلى خصوصية الشريحة التي يتوجه إليها.

ونحن هنا نتساءل في زمن «بلايستيشن» والتكنولوجيا المتسارعة عن مكانة أدب الطفل، إن كانت القصة المصورة لا تزال قادرة على جذب الطفل القارئ، وإن كانت قصص شهيرة مثل «سامر والعملاق» و«الكعكة الهاربة» و«الأميرة وحبة الفاصوليا» و«ليلى الحمراء والذئب» و«ذات الشعر الذهبي» لا تزال قصصاً جذابة وشيقة يمكنها أن تشد طفل القرن الـ 21.

تستطيع القول إن قصة الطفل تتفوق على «الآيباد» حين يتم الاشتغال عليها بإتقان الكلمة التي تحاكي حاجة الطفل وخياله ورغباته، إضافة إلى الأسلوب السهل البعيد عن التصنع والتعقيد.

من جانبها تؤكد المديرة العامة لدار الحدائق، نبيهة محيدلي «أن إنشاء دار متخصصة بالنشر للأطفال يشكل تحدياً في أيامنا هذه، لكن الحاجة إلى المزيد من الإنتاج الجيد الموجّه إلى الطفل تستحق مواجهة هذا التحدي وهذه المغامرة، فسوق كتاب الطفل العربي وإن قطع خطوات مهمة ما زال يشكو من النقائص كمّاً ونوعاً.

للقصة الجذابة وصفة تضم شروطا تجعلها محبوبة ومطلوبة من قبل الطفل، ومن هذه الشروط أن تكون الفكرة غير مستهلكة، إضافة إلى سلاسة الأسلوب وسهولة اللغة بما يتناسب مع عمر الطفل، وصولاً إلى الشكل الخارجي، وجمالية الرسومات والإخراج ونوعية الطباعة.

على الرغم من المؤشرات التي تدل على حركة متراجعة في معدلات القراءة لدى الأطفال في العالم العربي، إلا أن هذا لا يلغي أن الطفل بطبيعته محبّ للقراءة والمعرفة إذا وجد دعماً من العائلة في توجيه حبه للقراءة، وفي الوقت نفسه لا يمكن إنكار سطوة التكنولوجيا وأدواتها المتطورة يومياً.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


بالتأكيد يستطيع الكاتب المهتم بالكتابة للطفل استثمار كل الموضوعات المحيطة به، وفي المقابل لا يمكن لكل الألعاب الإلكترونية أن تشكل عائقاً أبداً أمام إبداع قصة مشوقة.