ناهد حمود

أثبت الإعلامي المصري باسم يوسف أن سر النجاح يكمن في الإبداع بالأفكار التي قد تكون بسيطة، وأن السخرية قد تحمل وتفصح بما لا تقوله الجدية، وأكد بأسلوبه أن الفكاهة تتبوأ رأس هرم النقد والأكثر رسوخاً في ذاكرة المتلقي.

ولم يحظَ الإعلامي الملقب بـ «جون ستيوارت العرب» بهذه الشهرة من فراغ، فقد يتجاوز تأثير فقرة واحدة منه العشرات من المقالات والخطب الرنانة، كما أن بعض جمله البسيطة تختصر الآلاف من الكلمات، وهو ما ساعده على تحقيق الشهرة بسرعة البرق، فأصبح الكوميدي الأول في الوطن العربي، ليس عبر التمثيل السينمائي أو الدرامي ولكن عبر عمله مذيعاً وإعلامياً.

في حوار باسم فتح باسم يوسف قلبه وعقله لـ «الرؤية»، مدلياً بوصفته السحرية التي تكفل النجاح لأي موهوب يتلمس طريقه في عالم الكوميديا، ومجيباً عن تساؤل البعض حول سيطرة البرامج الساخرة على ذاكرة المشاهد العربي في الوقت الجاري ومتحدثاً عن خططه وأحلامه في المستقبل

ما هي وصفة باسم يوسف للنجاح في عالم البرامج الساخرة؟

يحتاج أي مقدم جديد لهذه النوعية من البرامج إلى موهبة وقدرة كبيرة على متابعة الأحداث، لكنني دوماً أصف لمن يريد أن يتلمس طريقه في العالم الساخر روشة بسيطة أعتقد أنها كفيلة بنجاحه في هذه البرامج التي بات لها جمهور كبير.

في البداية يجب على من يريد النجاح في هذا المجال الابتعاد عن التقليدية السائدة في البرامج، مع طرح القضايا بشكل مدروس ومتقن، وعدم الاستخفاف بالمشاهد، وأن تكون لديه القدرة على الانتقال من موضوع إلى آخر بشكل عفويّ ومحترف لأقصى الحدود، وبالطبع كلها مهارات تحتاج إلى موهبة تعضدها الممارسة.

أخبار ذات صلة

آنا دي آرماس.. مارلين مونرو في Blonde
كريس إيفانز يحلم بالمشاركة في حرب النجوم


وهل للكاريزما دور في النجاح أو الإخفاق ؟

بالطبع لـ «الكاريزما» دور كبير في نجاح أي مقدم لهذا النوع من البرامج الذي وجد طريقه لدى المشاهد في كل أرجاء العالم، ولا شك أن لصفات المذيع دوراً رئيساً في تمكينه من التسلل إلى قلوب المشاهدين قبل عقولهم وإضحاكهم حتى على القضايا المؤلمة حد البكاء، فالكاريزما تمكّن مقدم البرنامج من إيصال رسائله بالكثير من خفّة الظلّ الممزوجة بالحنكة.

لماذا أصبح لهذه البرامج جمهور كبير؟

حقيقة أعتبر برامج الكوميديا التلفزيوينة نوعاً من التعبير عن الرأي، حيث يجد فيها المشاهد انعكاساً لواقعه المعاش بطريقة تمثيليّة هزليّة، أو ساخرة تثير الضحك، وتقدم المتعة والتسلية، بغرض محاكاة الواقع بطريقة تجسد أخطاءه، على أمل إيجاد طرق لإصلاحها.

هل يمكن أن تحيل هذه البرامج الأعمال الكوميدية إلى التقاعد؟

بالطبع لا، فليس معنى سيطرة البرامج الكوميدية على ذاكرة المشاهد في الوقت الجاري أنها ستتسبب بتراجع جمهور السينما والدراما الساخرة، فبالتأكيد لن يستطيع أي نوع من الفنون تهميش أو الطغيان على الآخر، فلكل نوع منها جمهوره الحريص على متابعته، لكن من المؤكد أن هذه البرامج تزيد الزخم في الساحة وتدفع صناع الكوميديا إلى كتابة أعمال تستطيع أن تنافس في عصر السماوات المفتوحة.

هل صناعة نجم ساخر أمر سهل؟

بكل صراحة أقول لا، فصناعة نجم البرامج الساخرة واحدة من أكثر الصناعات صعوبة، لأنها تحتاج إلى عمل شاق ومجهد ووقت طويل جداً، حيث يحتاج الأمر إلى خطوات كثيرة وامتلاك أدوات تتيح لأي موهوب التسلل إلى قلوب المشاهدين.

البعض يحصر نموذج الإعلامي الساخر في شخصك، فما رأيك؟

لا يمكن حصر قطاع كبير وله جمهوره في شخص أي إعلامي، فلست أنا من اخترع هذه البرامج، قد يرى البعض أنني برعت فيها لكن الساحة فيها الكثير من الموهوبين، الذين يتميزون بأسلوبهم الخاص، حيث لم أرَ محاولات من أحدهم لتقليدي، فمجال البرامج الساخرة ليس حكراً على أحد وهو مجال عام وليس ملكاً لي.

وما هي أكثر البرامج الساخرة التي تحرص على متابعتها؟

أحب متابعة برنامجَي «جون ستيورات، وستيفن كولبير»، أما عربياً فأنا متابع لكل البرامج الساخرة التي تقدم على الشاشات المختلفة، وأدهشتني كمية المواهب الشابة الكثيرة المتمكنة التي وجدتها بين هذه القنوات.

هل تفكر في العودة للعمل بمهنة الطب؟

حقيقة، لا أفكر حالياً في العودة إلى مهنة الطب التي تحتاج لتفرغ كامل وهو أمر غير متاح في الوقت الجاري، لذلك أفضل التركيز في مجال واحد كي أبدع فيه.

ألم تفكر في نقل تجربتك وخبرتك إلى الأجيال الجديدة؟

بالطبع، وهذا ما أفعله حالياً في دبي، التي وصلت إليها لتقديم دورة في هذا الفن وذلك لرغبتي في صناعة جيل واعٍ ومتمكن من صناعة البرامج الساخرة ذات الرسائل الهادفة.

ولا شك أن لهذه الورش دوراً في صقل الموهوبين والراغبين في تعلم أدوات صناعة الإعلام الساخر، حيث تمنحهم الفرصة للنظر إلى المحتوى بطريقة مختلفة وبعين أخرى.مشاهد العربي في الوقت الجاري، ومتحدثاً عن خططه وأحلامه في المستقبل.