د. عبد العزيز المسلّم

رئيس معهد الشارقة للتراث ــ الإمارات

عوالم أعني بها مسلسل«عوالم خفية» وإمام أعني به الفنان عادل إمام، مسلسل مصري مميز سعدت بمتابعته مؤخرا على شبكة«نتفلكس» التلفزيونية بعد أن شغلت عنه خلال عرضه لأول مرة في رمضان 1439هـ / 2018م على قناة إس بي سي وشبكة قنوات سي بي سي، وسعادتي زادت أكثر لأن الأعمال الفنية العربية غدت تعرض على هذه الشبكة العملاقة، التي أغوت الجميع.

منذ زمن ليس ببعيد عاهدت نفسي على أن لا أشاهد مسلسلات عربية، لما ابتليت به تلك المسلسلات من تدني في المستوى الفني والأدبي، كما أن العرب ركبوا موجة تقليد المسلسلات التركية، وغيرها مثل المسلسلات الأمريكية، وهم الذين كان لها شأن.

وبالعودة إلى مسلسل عوالم، الذي أنتجته شركة«ماجنوم للإنتاج والتوزيع الفني والسينمائي»، التي أسسها المخرج رامي إمام ـ وهو للعلم مخرج المسلسل ـ وكتبه أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان، وكان من بطولة عادل إمام، ونجوم آخرين، منهم: وهبة مجدي، ومي سليم، وفتحي عبد الوهاب، وصلاح عبد الله، وبشرى، نلاحظ أن فريق العمل كله كان متألقا في الأداء، ومتجانسا بشكل جميل.

من باب التذكير للقراء ـ الذين لم يشاهدوا المسلسل ـ تدور أحداث القصة في الإسكندرية عام 2010 حول فنانة كبيرة اسمها مريم رياض (رانيا فريد شوقي)، تقوم في فترة أفولها الفني بكتابة مذكراتها بشكل بوليسي، تكشف فيها عدد من قضايا الفساد التي كانت شاهدة عيان عليها، تعمد الفنانة مريم إلى نقل تلك الأوراق التي تحوي مذكراتها والمكتوبة بخط اليد إلى غلاف كتاب اسمه (عوالم خفية).. المأساة في الحكاية قيام رجل ملثم باقتحام شقة مريم لقتلها، وأثناء محاولتها الهروب من القاتل واخفاء المذكرات، يطير الكتاب من نافذة الشقة إلى سيارة جمع قمامة، وبعدها تسقط مريم من شقتها على السيارة الواقفة أسفل العمارة وتموت.

بعدها تنتقل الأحداث إلى مدينة القاهرة عام 2018 عند صحفي وطني معارض هو هلال كامل (عادل إمام) مقالاته قاسية ومباشرة تتسبب دائما في إثارة الرأي العام، يقع في يده «عوالم خفية» مما يدفعه لنشر هذه الوثائق، وهو ما يدخله في أزمات ومشاكلات كبيرة، تعرض حياته وحياة أسرته للخطر.

القصة بها تشابه كبير مع قصة حياة الفنانة الراحلة سعاد حسني، وفي حديثي مع بعض الزملاء الذين شاهدوا المسلسل، كاد بعضهم يجزم على أن المسلسل هو محاكاة غير مباشرة لسيناريو الأحداث المأساوية التي مرت بها سعاد حسني.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟