باسمة أبو شعبان

إعلامية وناقدة ـ فلسطين

ذات مساءٍ ربيعيٍ منعش، تحولت مدينة سيدني الأسترالية إلى مدينة رومانسية حالمة، هدأ فيها صخب الأصوات، وإبهارات الأضواء، واستقبلت المطاعم روادها على ضوء الشموع، وذات الأجواء في المنازل والأماكن العامة، والمنشآت الهامة، كان ذلك بترتيبٍ مسبق مع المؤسسات الرسمية، إلّا أن رجل الشارع العادي غير المطّلِع، شعر بالهدوء والدهشة معاً، وأخذ يتساءل عن الأمر، وبتقصي الإجابة، انتشرت التوعية والمعرفة وشعر الجميع بالأزمة، كان ذلك عام 2007.
استوعب الجميع حينها مدى فداحة المشكلة، وهي ما يُعرف بالتغير المناخي الذي يهدد كوكبنا، جيولوجياً وبيولوجياً، إضافة لتأثيره الخطير على نظام البيئة، والتنوع الحيوي، وانتشار الأمراض، وزيادة نسبة الوفيات، لما له من بالغ الأثر على توازن الحياة على الكوكب، وعليه فقد قامت سيدني بهذه الحملة التي أسمتها «ساعة الأرض»، والتي انضمت لها 400 مدينة حول العالم في العام التالي 2008، وكانت دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربياً عام 2009، وتهدف الحملة التي تبناها «الصندوق العالمي للطبيعة» إلى تشجيع الأفراد والمجتمعات والشركات والمؤسسات؛ على إطفاء الأضواء والأجهزة لمدة ساعة، من 8:30 حتى 9:30 بالتوقيت المحلي لكل دولة، وذلك في أحد أيام السبت من شهر مارس.
عايشنا «ساعة الأرض» يوم السبت الماضي بكل إخلاص وأمانة، وشعرنا نحن وملايين البشر في العالم بوجوب العمل بكل جدية لإنقاذ كوكبنا من الوقوع في المحظور قبل فوات الأوان، فكانت أكبر فعالية تضامنية عالمياً.. كم يجدر بنا أن نغير نمط حياتنا لمجابهة تَغيُّر المناخ وتفادي نتائجه السلبية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟