فاطمة المزروعي

نقطة من أول السطر

أعتقد أننا جميعا بطريقة أو أخرى لاحظنا كل هذا النهم والاهتمام بالاستثمار في مجال إنشاء المدارس على مختلف مراحلها، وهناك شركات متخصصة في هذا المجال دخلت إلى سوق الاستثمار التعليمي، ونلاحظ ارتفاع رسوم المدارس الخاصة وأيضاً إعلاناتها التي تركز على الابتكار والاستعداد للمستقبل.

لم يعد خافياً أن التعليم بات واحداً من أهم مجالات الاستثمار وأن صائدي الفرص الاستثمارية قد دخلوا إلى عمقه، يساعدهم في نجاح تجارتهم كل أم وأب يسعيان لأن يحصل طفلهم على تعليم نوعي وراقٍ ومتميز.. وبما أنه جاء ذكر الأطفال، لنتوقف عند واحدة من أهم مؤسسات التعليم وهي تعليم ما قبل المرحلة الابتدائية رياض الأطفال، والتي سنكتشف أن رسومها الدراسية باهظة وهناك تنافس شديد في هذا المجال وكأننا أمام كعكة كل تاجر يريد أن يقضم منها جزءاً، والغريب بحق أن ارتفاع الرسوم الدراسية لا يتواكب مع أي إضافات حقيقية في تعليم الطفل، وهو ما يشير إلى نوع من الانتهازية والاستغلال.

الحديث عن الرسوم الدراسية بصفة عامة، ستجده ماثلاً في مختلف تفاصيل العملية التعليمية وبات نقطة رئيسة عند الرغبة في تقييم أو الحكم على مستوى المدرسة من حيث جودة التعليم الذي تقدمه والوسائل والنظام العام داخل أسوارها ومستوى معلميها ودقة مناهجها وتفوقها وتميزها، وكأن المعيار هو المبلغ الذي يسدد سنوياً.

وبمجرد ربط كل عوامل نجاح المؤسسة التعليمية ومدى توافر الوسائل وطرق التعليم الحديثة بما يتم دفعه للمدرسة فإننا نكون أخرجنا العملية التعليمية من سياقها ورسالتها السامية، لكن الموضوع ليس شعارات براقة، بل هو واقع والخشية أن التفكير بهذه الطريقة بات يشمل حتى الجهات الرسمية التي تمنح تصاريح لتلك المدارس، وليس الأبوين وحسب.

النقطة التي نصل إليها أن عملية تعليم أطفالنا تحتاج للمراجعة والمزيد من البحث والدراسة، لكونها على درجة عالية من الأهمية، خصوصاً ونحن نضع أنظارنا دوماً نحو المستقبل وكأننا نعيشه ونستهدفه، يجب أن تكون إجراءاتنا وطرق تفكيرنا بنفس المستوى والغاية التي نريد تحقيقها، المال مطلب وحاجة وله أثره البالغ في مختلف تفاصيل الحياة ولا ضير في ذلك، لكنه ليس معياراً دقيقاً وجيداً للحكم على أي مؤسسة تعليمية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟