فينيامين بوبوف

رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية

لقد تسبب تعهد بنيامين نتنياهو الانتخابي بضم أراضي المستوطنات اليهودية للضفة الغربية لنهر الأردن بانتقادات حادة في العديد من دول العالم، حتى أن وزارة خارجية بريطانيا (ذات الانتداب المعروف على فلسطين حتى عام 1948) تذكر أنه بموجب القانون الدولي، فهذه المستوطنات غير قانونية، كما وصف وزير الخارجية التركي مولود أوغلو بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه بيان غير مسؤول.

وفقاً للفلسطينيين، فإن هذا الأمر قد يشكل نهاية لجميع فرص السلام، فمن خلال ضم المستوطنات سيقوم نتنياهو بوضع العرب الفلسطينيين في مستوطنات خاصة، تكون خاضعة لسيطرة قوات الأمن الإسرائيلية، كما سيمضي باستكمال ضم القدس غير القانوني.

وفي إسرائيل نفسها، أدان أشخاص عاقلون نية نتنياهو، وكتبت صحيفة جيروزاليم بوست، قائلة: إنه من المستحيل التسرع في قرار الضم، إنها ليست مجرد قضية محلية داخل إسرائيل، ولكنها مشكلة تشمل العديد من الأطراف، داخل المنطقة وخارجها، بينما كان موقف صحيفة هآرتس أكثر وضوحاً: سيكون «الضم» كارثياً بالنسبة للفلسطينيين ومدمراً لإسرائيل.

وفقًا للعديد من المراقبين الموضوعيين، فإن نتنياهو، مزهواً باعتراف دونالد ترامب بالسيطرة الإسرائيلية على القدس ومرتفعات الجولان، قرر عدم التوقف عند ما تم تحقيقه وحشد دعم جميع سكان المستوطنات اليهودية في الانتخابات المقبلة، الذين تجاوز عددهم 500 ألف نسمة.

ويجب الاعتراف بأن موقف الإدارة الأمريكية، الذي يرفض في الواقع جميع الوثائق القانونية الدولية بشأن حل المشكلة الفلسطينية على أساس قيام دولتين، يشجع الميول التوسعية في إسرائيل.

والجدير بالذكر أن المنافس الرئيس لنتنياهو في الانتخابات البرلمانية، رئيس الأركان السابق لجيش الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تباهى بأنه قد أعاد غزة «إلى العصر الحجري».

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


إن حقيقة تغيير إدارة ترامب بشكل جذري للسياسة الأمريكية التقليدية فيما يتعلق بوضع الأراضي العربية، التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، دفعت نتنياهو بوضوح إلى إصدار مثل هذه التصريحات المتهورة والمتطرفة، كما لا تبعث على التفاؤل النتائج المعلنة للانتخابات البرلمانية في إسرائيل، التي تدل على أن نتنياهو سيحصل مرة أخرى على تفويض لتشكيل الحكومة.

في الواقع، هذا الأمر يزيد زعزعة الوضع الصعب للغاية في النزاع العربي الإسرائيلي، ويضع قنبلة موقوتة أمام المشكلة الفلسطينية برمتها.