محمد جاسم

في الصميم

من يعرف واقع كرة القدم وفلسفتها وتحولاتها، التي لا تعرف الاستقرار، بإمكانه أن يتلمس حقيقة ما تمر به الأندية من تحولات وتغيرات، تؤثر في عملية الاستقرار الفني التي لا يمكن أن تتحقق حتى مع أعرق وأكبر الأندية في العالم.

وحتى لا نبتعد كثيراً عن مضمون الموضوع الذي نريد أن نتوقف أمامه، نذهب مباشرة للحالة الاستثنائية التي يمر بها عدد من الأندية الكبيرة هذا الموسم، وما ترتب عليها من ابتعادها عن مواقع المنافسة بصورة غير متوقعة أو لم تعتد عليها الجماهير بشكل عام، التي باتت تنشد الفرحة والسعادة التي اعتادت عليها لكنها لم تجدها، وهو الأمر الذي كان مثار نقاش وجدل في الشارع الرياضي، ومن جانب جماهير المدرجات التي غابت عن أعتابها، متناسية إنجازات السنوات الماضية وفات عليها أن مسألة الاستمرارية والبقاء في القمة في عالم الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ضرب من ضروب المستحيلات مهما كانت مكانة وتاريخ الفريق.

في مثل هذه الظروف من حق الجماهير أن تعتب وتحزن أما الزعل والمقاطعة فإنهما مرفوضان، والجماهير الوفية تظهر في المواقف الصعبة التي يعاني فيها الفريق من المصاعب ويكون بحاجة للدعم والمساندة، في مثل هذه الظروف والمواقف يحتاج اللاعبون لمن يقف بجانبهم ويشد من أزرهم حتى يعودوا لوضعهم الطبيعي، وبالتالي فإن المواقف التي تتبناها جماهير عدد من الأندية الكبيرة التي تعاني تراجعاً فنياً هذا الموسم لن تحل المشكلة بل على العكس، لأن المقاطعة وتحميل الإدارات المسؤولية والمطالبة بالرحيل، من شأنه أن يضاعف حجم الأزمة والوصول لمرحلة التعقيد، الأمر الذي سيحول دون عودة الفريق ومعها سيكون الثمن غالياً، وأكبر من أن تتحمله الجماهير، والتي في الوقت الذي يفترض أن تكون داعمة تحولت لطرف مساهم في نكسة الفريق.

ليس دفاعاً عن الإدارات لكن تحميلها المسؤولية الكاملة مع أي تراجع أو إخفاق، مسألة غير منصفة لأننا نتعامل مع منظومة متكاملة، ووجود خلل في أحد أركانها من شأنه أن يؤثر في المنظومة ككل، وبالتالي فإن من المصلحة العامة هي التعاطي مع مثل هذه المواقف بالكثير من الصبر والحكمة.

كلمة أخيرة

العواطف من شأنها أن تقضي على كل ما هو جميل وأن تجعل العودة مستحيلة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟