خلود الفلاح

كاتبة وإعلامية ـ ليبيا

ماذا نعني بالقراءة الرقمية، وما هو تأثيرها في مستقبل الصحافة الورقية، وهل هناك علاقة تنافس أم تكامل بين الصحف الورقية والصحف الإلكترونية؟ .. هذه الأسئلة لا تتضمن أجوبة واضحة ومحددة، بل تخضع لوجهات نظر أصحابها.

لا شك أن هذه المنافسة والتي تمثلت حسب أصحاب أهل الاختصاص في تراجع التوزيع والدخل الإعلاني، وارتفاع تكاليف النشر، تأثيرات الإنترنت، وتغير عادات القراءة، وتزايد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وبروز أجيال جديدة تربت على الفضاء الإلكتروني، لذلك يرى البعض أن هذا التحول للنشر الإلكتروني قد يكون جزءاً من الحل.

وعلى خلفية ذلك، نجد أن من أولى الصحف التي اتخذت خطوة جريئة نحو التحول إلى النشر الإلكتروني صحيفة «ذي كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية التي تحولت كلياً في عام 2009، بعد قرن كامل من الصدور ورقياً، بجانب هذا توقفت «واشنطن تايمز» بعد تراجع توزيعها إلى 58 ألف نسخة، وكان الكاتب الأمريكي مايكل أس. مالون أول من توقع في عام 2005، موت الصحافة الورقية بسبب الثورة التكنولوجية.

وبحسب الصحافي السوداني عثمان ميرغني فإن النشر الإلكتروني يوفر للصحف جزءاً من التكاليف سواء من حيث تقليص عدد العاملين، أو فيما يتعلق بالميزانيات التي كانت تذهب للطباعة وشراء الورق وأحبار الطباعة وماكيناتها، أو تلك المتعلقة بالتوزيع والشحن.

لكن هذا كله لن يعوض عن المحتوى والمضمون، وهما التحدي الأساسي لأي عمل صحافي يريد أن يعيش ويصمد في زمن اشتدت فيه المنافسة بين الوسائط المتعددة في حقل الإعلام، وفي عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل الثورة المعلوماتية الهائلة.

من ناحية أخرى، فإن الذين يظنون أن مجرد الانتقال إلى الإعلام الرقمي والنشر الإلكتروني سيعني طوق النجاة، سيصدمون سريعاً، لأن تطوير المحتوى والتميز بالمضمون يحتاجان بالتأكيد إلى إنفاق واستثمار، وإلى تحديث عمل مطابخ التحرير وغرف الأخبار، وتطوير العملية الصحافية للتعامل مع تطبيقات الصحافة الرقمية المختلفة، والهواتف الذكية، والمنصات الأخرى المتنوعة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


إن المنافسة بين الورقي والإلكتروني، ليست حرباً. لا بد من وجود خاسر ورابح، إنما المتلقي يختار التعرض للمعلومات وفق الوسيلة الإعلامية التي يخلق معها نوعاً من الألفة.