عزة سند

تحظى حرفة صناعة الخناجر في الثقافة الإماراتية بمكانة خاصة، لكونها تؤشر إلى الخصوصية الثقافية، وتؤكد على الذوق الجمالي لدى الحرفيين المحليين، نتيجة ما تحمله هذه الخناجر من براعة في التصميم وإبداع في الشكل الذي حولها إلى تحف فنية متنقلة.

وللخنجر في الثقافة الإماراتية مكانة متميزة، إذ يعد وسام شرف لحامله، وأفضل هدية يمكن تقديمها لكبار القوم، كما أنه يعتبر من أبرز أسلحة الفرسان في المعارك وأدوات الصيد ولطالما تغنى به الشعراء واحتفى به المجتمع.

تصاميم فريدة

وأكد صاحب برنامج نشر ثقافة الخنجر الإماراتي ومؤسس متحف «بيت الخناير» في دبي، عبدالله المطروشي، أن الخنجر الإماراتي يتميز عن نظيره العماني، واليمني والشامي، مشيراً إلى أنه أكثر نحافة وطولاً واستدارة، كما أن جزأه السفلي أكثر انحناء، وبشكل عام هو أصغر حجماً، وتختلف نقوشه بشكل كامل عن غيره من الخناجر.

وذكر أن أجزاء الخنجر الإماراتي تتكون من المقبض وهو ما يسمى بـ «الرأس» ويصنع في العادة من قرن الزرافة أو العاج الأصلي أو الخشب، فضلاً عن «الصدر» وهو من الفضة أو الذهب المزخرف، أما «القطّاعة» فتمثل الجسد أو غمد النصل وتصنع من الجلد الطبيعي المطرز يدوياً بخيوط الذهب والفضة، ليمثل بذلك قمة الجمال وبراعة التصميم واستخدام الزخارف والتطريزات.

ويتابع المطروشي أن أشكال الخناجر الإماراتية التقليدية تعود إلى أكثر من 100 عام، حينما كان الصانع يذيب السبائك الذهبية، ومن ثم يحولها إلى خناجر من الذهب الخالص.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


مفردات تراثية

وحرص المطروشي، خلال استضافته في قصر المويجعي أمس الأول، على تعريف الزوار بالخنجر الإماراتي باعتباره أحد مفردات تراث الدولة العريق، حيث لاقت الورشة إقبالاً من جمهور مدينة العين.

وأوضح أن برنامج الخنجر يستهدف الحفاظ على موروث صناعة الخناجر وحماية خصوصيتها والعمل على خلق سوق يضمن استدامتها، فضلاً عن تعريف الجمهور بها وتحفيز أبناء الإمارات على التمسك بعناصر هويته جميعاً والحفاظ على التراث الذي يعد بحد ذاته ثروة وطنية.

وأكد سعيه عبر البرنامج إلى أن يشكل الخنجر الإماراتي عنصراً أساسياً في جميع فعاليات الدولة عبر المهرجانات التي تقيمها أو تشارك بها سواء كانت ثقافية أم فنية أم سياحية.وأكد مؤسس متحف «بيت الخناير» في دبي، عبدالله المطروشي، أن أغلب الجيل الجديد لا يعرف ما إذا كان هناك خنجر في الموروث الإماراتي سابقاً أم لا، لافتاً إلى أن الخنجر توقف استخدامه في الإمارات عام 1969، ما جعله تراثاً منسياً من الذاكرة الإماراتية إلى حد بعيد.

ودعا إلى ضرورة إدراج حرفة صناعة الخنجر في مبادرات وبرامج حماية التراث وإحياء الموروث بهدف إبراز تاريخ الدولة وثقافتها الغنية وإظهار إبداع أبنائها في المجالات التراثية، بما يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها الإمارات على الصعيد العالمي، باعتراف منظمة اليونسكو.تراث منسي