سلمى العالم ـ دبي

غزلت أيادٍ إماراتية شابة هدايا تذكارية وبطاقات بريدية وبراقع وإكسسوارات بروح محلية للتعريف بالثقافة والهوية الإماراتية، وجعل الهدايا التذكارية التي يقتنيها سياح وزوار الدولة محملة بتفاصيل وملامح أصيلة من الموروث الشعبي، وهذا ما سعى إليه مشروع «البقشة» الشبابي.

وتبلورت فكرة «البقشة» بين سبعة شباب وشابات إماراتيين، اجتمعوا على حب الثقافة المحلية ورغبوا في ترجمتها وحفرها في ذاكرة مقتني الهدايا التذكارية، التي يصنعونها محلياً ويطرزونها يدوياً، بالتعاون مع حرفيين وفنانين إماراتيين.

وكلمة «البقشة» تعني قطعة القماش التي تجمع فيها بقايا الطعام لحفظها، واعتاد الأجداد والجدات على استخدامها في حلهم وترحالهم.

مشروع مجتمعي

واكتشفت المديرة العامة ومؤسسة مشروع «البقشة» مريم القايد أن الهدايا التذكارية التي يقتنيها السياح من الأسواق لا تمثل تاريخ وثقافة الإمارات بطابعها الحقيقي، ما دفعها إلى التفكير في إنشاء مشروع مجتمعي مع عدد من صديقاتها بالتعاون مع حرفيين تراثيين، فضلاً عن بعض الفنانين والمصورين الإماراتيين لدعمهم في نشر أعمالهم الفنية.

وأطلقت القايد الشركة العام الماضي، إلا أن المجموعة استغرقت ما يقارب عاماً كاملاً من التعاون مع الحرفيين والفنانين لابتكار المنتجات التي يفتقدها سوق الهدايا التذكارية محلياً.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


نشر الهوية

ولفتت القايد إلى أن دخول سوق الهدايا التذكارية صاحبته تحديات كثيرة، خصوصاً من المنافسين الذين يهدفون إلى الربح المادي فقط، متناسين البعد الثقافي ونشر الهوية الإماراتية عبر الهدايا التذكارية، وهو ما اعتمد عليه مشروع «البقشة».

وقالت «قد يعتقد البعض أن المنتج الإماراتي عالي التكلفة، إلا أن منتجاتنا ليست كذلك، حيث تتراوح أسعارها بين 13 إلى 149 درهماً، ما يجعلها في متناول الجميع، على الرغم من طول مدة الإنتاج التي يستغرقها كل منتج، وكذلك الجهد الذي يستغرقه الحرفيون في التصنيع».

تكلفة المشروع

وحول الكلفة المالية للمشروع، أكدت مريم أنهم لم يتمكنوا من تغطية تكلفة المشروع حتى الآن، التي بلغت 200 ألف درهم، ويرجع ذلك إلى طول المدة التي عمل بها أعضاء الفريق لتصميم وإنتاج المنتجات النهائية.

وأضافت القايد أن أعمال الفنانين الإماراتيين قلّما ترتبط بالتراث والعادات والتقاليد الإماراتية، ما يشكل تحدياً في إنتاج الهدايا التذكارية والبطاقة البريدية.

صون الموروث

وعن تعاون الحرفيين التراثيين مع المشروع، ذكرت مؤسسة «البقشة» أن الحرف اليوم مقتصرة على كبار المواطنين، وهناك جهود متواضعة في تعليم جيل الشباب الحرف التراثية كصناعة السدو والسلال والتطريز والتلي، مبينة أن القيمين على المشروع يعتزمون مستقبلاً تنظيم ورش لتعليم الشباب الحرف اليدوية التراثية، وذلك صوناً للموروث الشعبي.

تسويق وتعاون

وقالت مسؤولة التصميم الغرافيكي والعلاقات العامة والتسويق في «البقشة» هبة القحطاني إن شركتهم الشابة شاركت في معارض وفعاليات محلية مختلفة لتسويق منتجاتهم، مشيرة إلى التعاون مع عدد من المؤسسات منها مؤسسة نماء في الشارقة، مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري بدبي، فضلاً عن منافذ بيع عدة.

غياب الدعم المادي

وتشارك منيرة هيكل ومروة علي في المشروع عبر عملية الإنتاج والبحث عن موردين للمواد الخام الخاصة بصناعة المنتجات، وأكدتا أن المنتج الإماراتي قادر على المنافسة عالمياً، إلا أن مشروع البقشة يحتاج إلى مزيد من الدعم المادي.

وقالت منيرة هيكل «ركزنا في البقشة على أن يحمل كل منتج قصة وحكاية نرويها للسياح والزوار، وهي الحكايات التي يرويها الحرفيون لنا عندما كنا نشاركهم صناعة بعض المنتجات».انضم المصور الفوتوغرافي عيسى الأميري إلى مشروع «البقشة» لتصبح بعض لقطاته للمعالم الحضارية في الدولة بمثابة بطاقات بريدية معرّفة عن المشروع، ويقول: «لم أتوقع استخدام صوري منتجاً لتقديم الهدايا التذكارية»، ولكن «البقشة» حرص على إضافة تطريزات ونقوش يدوية على البطاقة ما جعلها تتميز بطابع خاص عن سواها.تطريزات يدوية