خليفة جمعة الرميثي

في لقاء جمعني مع أحد مسؤولينا الشباب بعد فترة وجيزة من انتهاء حدث عالمي كان هو المسؤول الرسمي عنه، فسألته عن سر نجاح البطولة العالمية التي أقيمت في بلادنا ودوره غير الإداري، فقال: لا أذكر أني فعلت شيئاً خارقاً، كل ما في الأمر أن طبيعة عملي تتطلب الدقة والعمل المتواصل، وهو في إجابته تلك كأنه يركن لقول الزعيم البريطاني الشهير ونستون تشرشل: «يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة».

سعيت لأحصل على إجابة توازي الكم الهائل من الأفكار المبدعة والجميلة التي قدمت في هذه البطولة، فقال لي إنه بحكم مسؤولياته عن البطولة كان يقابل كثيراً من الشباب المتحمس لتقديم أفكار جديدة تدعم البطولة، وكل الذي فعله أنه أتاح الفرصة لأفكار جديدة ليتم تجربتها على أرض الواقع، ويذكر أنه شعر بسعادة بالغة بكم الأفكار الجميلة، التي نجحت ولاقت استحسان المشاركين من عشرات الدول والتي لم يسبق تنفيذها من قبل، حتى أن هذه الدول طلبت حق استخدامها في الفعاليات المستقبلية على المستوى المحلي والدولي.

هناك جملة من الأسئلة تطرح هنا: هل إعطاء الفرصة في هذا الزمن بالأمر الهين عند بعض المديرين؟، وهل اقتناع المدير بفكرة ليست في نطاق خبرته شيء عادي؟ وهل دعم الفكرة حتى ترى النور يعتبر أمراً طبيعياًّ؟، وهل يوافق المسؤول أصلاً على أفكار لا تنسب إليه؟

للأسف الكثير من المديرين والمسؤولين يحكمون على الأفكار الجديدة من سابق تجاربهم أو من خلال سقفهم الفكري المنخفض، لذلك تضيع الفرص والنجاحات على المؤسسات نتيجة ضيق أفق المسؤول، حيث إنه لا يفكر في المحيط الأزرق وإنما يفكر بالبحيرة الصغيرة التي يعمل بها.

يقول هنري فورد: «لا تنتظر أن تسنح لك الفرصة غير العادية، بل انتهز الفرص العادية وأجعلها عظيمة» وهذا ما حدث مع المسؤول صاحب القصة، ذلك أن إعطاء الفرصة يحقق الممكن وقد يصنع المستحيل، لكن للأسف بعض المديرين يخشون المجهول، وهذا يعني أنهم لا ينتهزون الفرص، وبالتي لا يجتهدون، مع أن المجتهد له أجران، أجر الاجتهاد، وأجر النجاح إذا تحقق.. فهل يستوعب بعض المسؤولين أن العمل لا يدار بأسلوب أو أداء فرعون وجنوده، الذين أدركهم الغرق نتيجة تضييعهم للفرص.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟