د. أسماء الكتبي

رئيسة الجمعية الجغرافية الإماراتية

المقصود بالفيلم في العنوان فيلم «صفقة القرن» The Deal of the Century، الذي تم إنتاجه وعرضه عام 1983، وليس فيلم ترامب الكوميدي حول صفقة القرن، التي تترجم «الفيلم» بالأراضي المحتلة (القدس والجولان)، وما خفي كان أعظم.

وقبل سرد التشابه بين الفيلمين، والتحقق من الحقيقة والخيال بينهما، أود التوضيح أنه من معتقداتي الراسخة، وجود علاقة وثيقة بين الأفلام الأمريكية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وهي ليس مثل تحويل قصص حقيقية لأفلام، إنما تحويل الروايات«الهوليودية»الكوميدية أو حتى الدرامية لواقع، غالبا ما تتجرع مُرَّهُ، دول العالم الثالث، وخاصة الدول العربية.

لن أعدد كل الأفلام، لكني سأذكر على سبيل المثال، فيلم أفضل دفاع Best Defence، للممثل إدي ميرفي، الذي تم إنتاجه وعرضه في عام 1984، ويحكي الفيلم قصة خيالية، عن حرب في دولة عربية، تشارك فيها أمريكا، ويعرف هذا من أشجار النخيل، وأشكال المنازل، لذلك لا أعتقد أنه كانت صدفة أن يحدث الاجتياح العراقي للكويت!، وربما حتى الاحتلال الأمريكي للعراق لاحقا.

والملفت أن الفيلمين تم انتاجهما أبان عهد الرئيس الأمريكي «رونالد ريجان» (1981-1988)، أي أبان العهد الجمهوري، وتم تنفيذهما لاحقا في الحقب التاريخية للجمهوريين، سواء الغزو العراقي للكويت 1990، في عهد بوش الأب، أو الاحتلال الأمريكي للعراق في عهد بوش الابن 2003، أو الولاية الحالية لترامب (2016-2020) التي يتم بها التنفيذ المتسارع لفيلم «صفقة القرن».

وأخيرا، يجدر التنويه إلى أن ريجان أيقونة الجمهوريين جميعا، وليس أيقونة بالنسبة لترامب وحده، وينظر إليه إيجابياًّ من قبل مؤرخي الولايات المتحدة، فوفقا لهم شكلت فترة ولايته تحول التوجه السياسي في الولايات المتحدة نحو المحافظة.. وللحديث بقية.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟