فاطمة اللامي

كاتبة وإعلامية ــ الإمارات

لا يمكن أن ننكر مدى فاعلية التكنولوجيا، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي، المجانية، من قِبل الجماعات والميليشيات الإرهابية المؤدلجة في تسهيل تنفيذ أجندتها، كزعزعة أمن المجتمعات، وتأجيج النزاعات الطائفية والحزبية، ونشرها الإرهاب، وتقويضها للسلم والسلام الاجتماعيين في العديد من دول العالم.

تقليم أذرع الإرهاب وشلّه إلكترونياً، عبر تطهير المواقع الافتراضية من الحسابات التي تديرها لوبيات وأنظمة وميليشيات إرهابية معروفة استخباراتياً لدى أجهزة الأمن القومي في أمريكا وأوروبا ودول المنطقة، باعتبارها وسائل حيوية تستند عليها تلك المنظمات الإرهابية، وبحجب حسابات تابعة لقادة الحرس الثوري في موقع إنستغرام، مؤخراً، وغيرها من ملايين الحسابات الوهمية التابعة لتنظيمات إرهابية، يأتي ضمن سياقات تتوافق مع خطة مكافحة الإرهاب الواسعة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الفاعلين في تلك العملية.

الإجراءات التي أدت إلى تثبيط قوة عموم الأنظمة الإرهابية وانحسار أنشطتها، كالعقوبات الاقتصادية، وتجميد أرصدتها خارجية، ومتابعة تحركاتها المالية والتجارية، وملاحقة عناصر قادتها وتقييد تحركاتها الميدانية وقطع إمداداتها اللوجستية والعسكرية، فضلاً عن تقييدها إلكترونياً وتطهير منصات الافتراض من أثرها وفكرها الأيديولوجي المتطرف، سيعيد شيئاً من سمات «الأنسنة» لتلك المواقع، وسيتراجع المحتوى والخطاب المتطرف وسينحسر المنشور المشبع بالعنف والترهيب والدموية واللا إنسانية، وتتسيد عوضاً عنها قيم التسامح والتآخي والفكر الحضاري المتقدم على كل فكرة تدعو للإفضاء والعدائية والتمييز والتطرف.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

تدرس العديد من دول العالم، كأستراليا إصدار قوانين بحق شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة، كـ«فيسبوك» مثلاً، لتراخيها في إجراءاتها لحجب المحتوى العنيف من موقعها، مثلُ تلك الإجراءات التشريعية سيدعم بلا شك عمليات حربنا الطويلة على الإرهاب، وسيصادر أهم وسائله الإعلامية.