محمد جاسم

في الصميم

ما قدمه فريق الوحدة أمام الريان في إياب دور المجموعات لدوري أبطال آسيا، وتحويل خسارته بثلاثة أهداف إلى فوز بالأربعة في ريمونتادا تاريخية للعنابي، يؤكد حالة النضج التي وصل إليها الفريق على صعيد المنافسة في البطولة القارية.

تحقيق الفوز الثالث للعنابي على التوالي وتصدر مجموعته برصيد تسع نقاط واقترابه من بلوغ الدور الثاني، مؤشرات تضع الوحدة في قائمة كبار آسيا خاصة بعد الأداء الرائع الذي قدمه الفريق في الشوط الثاني، بعد أن اعتقد الكثيرون أن الأمور قد حسمت عملياً لصالح الريان، في الوقت الذي استعان فيه أصحاب السعادة بالمخزون الثري من الخبرة التراكمية للاعبيه، وفي مقدمتهم إسماعيل مطر الذي قاد العنابي إلى فوز مثير ومنحه صدارة المجموعة واقترب من بلوغ الدور الثاني.

التعامل مع مثل هذه النوعية من البطولات في مواجهة أبطال القارة الأكبر في العالم يتطلب وجود نوعية خاصة من اللاعبين الذين يمتلكون روح التحدي والإصرار مهما كانت قسوة النتيجة والظروف، والوصول إلى تلك المرحلة من الجاهزية يتطلب عملاً كبيراً وجهداً جباراً مدعوماً بخبرة ميدانية طويلة. أثبت الفريق الوحداوي أنه بات يملك كل تلك المقومات، وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها على صعيد المسابقات المحلية، إلا أنه أكد عملياً قدرته على المضي قدماً على صعيد البطولة القارية.

وعندما يكون تعويض الإخفاق المحلي بأداء بطولي في دوري الأبطال الآسيوي، فإنه يمثل أفضل تعويض وأجمل هدية من الفريق الوحداوي للجماهير الإماراتية التي عاشت ليلة مثالية وسعيدة في معقل أصحاب السعادة.

في السنوات الماضية كان فريق العين يتحمل عبء الذهاب بأندية الإمارات بعيداً في البطولة الآسيوية، وكان خير من يحمل لواء الدفاع عن الكرة الإماراتية، ولا يزال، رغم كل الظروف التي تعترض مسيرته. وفي فترة من الفترات اقتحم الأهلي المسرح القاري وصال وجال وبلغ النهائي القاري وحقق لقب الوصيف قبل أن يتراجع، وجاء دور العنابي الوحداوي الذي أثبت أنه يسير على خطى الكبار في بطولة لا يتواجد فيها إلا الكبار.

كلمة أخيرة

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


كرة الإمارات وأنديتها لن تصل للريادة قارياً إلا بوجود أكثر من ناد يحمل لواءها قارياً، فشكراً لأصحاب السعادة.