فينيامين بوبوف

رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية الروسية

يوم 16 أبريل الجاري، التأمت الجلسة الخامسة لمنتدى التعاون الروسي -العربي في موسكو، ولأول مرة، التقى 14 وزير دولة يمثلون الدول المشاركة الأعضاء في جامعة الدول العربية حول طاولة واحدة بمناسبة هذا الحدث المهم، وانعقد الاجتماع بحضور كلٍّ من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكانت هذه الجلسة للمنتدى تمثل دلالة واضحة على الزخم التطوري المتنامي لعلاقاتنا المتينة مع البلدان العربية، والرغبة في تعزيزها، وخلال العام الماضي 2018، سجّل التبادل التجاري بين الاتحاد الروسي والبلدان العربية نمواً بلغ ثمانية في المئة وأصبح المنتدى يشكل آليّة فعّالة لتوسيع وتقوية الشراكة الروسية - العربية، وبات يشكل منصّة مفيدة للحوار المثمر حول القضايا العاجلة والمهمة.

وقال لافروف خلال حديثه في المنتدى: «نحن نهدف من تنمية علاقاتنا مع الأصدقاء العرب إلى وضع الحلول المناسبة للعديد من النزاعات بالطرق والأساليب السياسية والدبلوماسية، وعلى أساس القانون الدولي مع الالتزام غير المشروط بسيادة ووحدة البلدان المعنيّة»، وصادق المجتمعون على الخطة العملية للفترة الممتدة بين عامي 2019 و2021، والتي تتضمن المبادئ والأهداف والقضايا المتفق عليها خلال أشغال المنتدى ووضعها موضع التطبيق.

ورحبت روسيا بالمساعي المبذولة لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وأكّد المشاركون بإجماع آرائهم على أن الجهود المشتركة لروسيا والبلدان العربية ضرورية للقضاء النهائي على الإرهاب، واجتثاث جذوره في المنطقة، وتحويلها إلى مكان آمن ينعم بالسلام والاستقرار، كما اتفقت كل الأطراف المشاركة على ضرورة إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وأكد لافروف سعي روسيا لعقد اجتماع للقادة الإسرائيليين والفلسطينيين في الأراضي الروسية.

وفي مقابل ذلك، طالب أحمد أبو الغيط روسيا باعتبارها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي بأن «تواصل لعب دورها للتوصل إلى حلّ لهذه المشكلة وفقاً للمبادئ والأسس المنصوص عليها دولياً»، وأضاف:«نحن نقدّر الموقف الروسي فيما يتعلق برفض قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهذا القرار يشكل خطراً على الاستقرار في كل منطقة الشرق الأوسط»، وأضاف أبو الغيط أن «هذا الموقف سوف يجعل الأمريكيين يقفون وحدهم في الساحة الدولية».

وأكدت روسيا والبلدان العربية المشاركة في المنتدى دعم الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة لوضع خارطة طريق لتهدئة الأوضاع في هذا البلد، وقال رئيس الدبلوماسية الروسية: «أمامنا مهمة مشتركة لمساعدة الليبيين على تجاوز خلافاتهم والتوصل لاتفاقية ثابتة للمصالحة الوطنية».

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟