عبد الرحمن النقبي

مدير العمليات اللوجستية بأدنوك ـ الإمارات

كان الهدف من دخولي عالم تويتر قبل عدة سنوات، هو تبادل الآراء والمعرفة وكل ما هو مفيد مع مغردين آخرين، إلا أنني صُدمت مثلما صُدم كثيرون غيري من كمية الجدالات والنقاشات العقيمة بين المغردين، والتي أقرب ما تكون إلى حوار طرشان.

مما يمكن استنتاجه من هذه التجرية هو أن عقلية الإنسان العربي لا تبحث عن دقائق الأمور والتحليلات المنهجية والمنطقية للمواضيع، بل إن همها الأكبر هو القفزات الطويلة للوصول إلى الاستنتاجات والنتائج بأسرع وأقصر الطرق، دون إرهاق العقل ولو بقليل من التفكير.

سمة هامة أخرى في العقلية العربية هي: أن الإنسان العربي متعصب لشخصيته، ولديه إيمان شبه مطلق بأنه دائماً ما يكون على صواب، وهذا يعني أنه من الصعب عليه أن يقبل بالرأي الآخر الذي يختلف معه، وهو أحد مركبات العرق السامي الذي غالباً ما يكون على أحد أطراف النقيضين، مع وجود غياب شبه تام للوسطية في تركيبته العقلية، بعكس العقلية الأوروبية التي لديها أطياف مختلفة بين النقيضين.

بعض الدراسات تعزو هذا التطرف والقفز بين النقيضين في العقلية العربية إلى طبيعة المناخ الصحراوي القاسي والحاد، حيث يتراوح بين شدة القيظ في النهار والبرد القارس في الليل، ورأي آخر يعزو الأمر إلى فردية الإنسان العربي، الذي تأقلم مع العيش وحيداً في الصحراء، بعيداً عن قيود السلطة المركزية الواحدة، ما جعله معتداً بنفسه إلى حدٍّ بعيدٍ.

هذا يحيلني إلى المفكر السعودي إبراهيم البليهي الذي دخل عالم تويتر وتركه بسرعة، وكان تبريره أنْ قال: «واجهت طوفاناً من اللاعقلانيين الذين ليس لهم استعداد لأن يأخذوا منك بل يُعطوك».

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟