خلود الفلاح

تقدم الكاتبة والمترجمة الفلسطينية غدير أبو سنينة في كتابها «إخوتي المزينون بالريش» مشاهدات وحكايات عن تجربة الحياة في بلدان أمريكا الوسطي مثل نيكاراغوا، كوبا، المكسيك، هندوراس، كوستاريكا، السلفادور، وغواتيمالا.

تلفت أبو سنينة في هذا الكتاب إلى أن الجالية الفلسطينية هي الأكبر في نيكاراغو، إلا أن الوجود العربي قليل أساساً، وخصوصاً إذا ما قارناه بالدول المجاور، لكن الزلزال الذي ضرب البلاد في سبعينات القرن الماضي جعل كثيراً من المهاجرين يغادرون نيكاراغوا إلى أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، وهكذا ظل العدد محدوداً إلى اليوم.. في نيكاراغوا يقال إن عدد المهاجرين من الأجيال الثانية والثالثة والرابعة يبلغ خمسة آلاف شخص، لكن الجالية العربية لا يتجاوز عددها 300، من ضمنها بعض العائلات الليبية.

تقول غدير أبو سنينة أنّها في يوليو 2004، وصلت إلى نيكاراغوا، وفي تلك السنة أصيبت بمرض يسمى «دينجي» يسببه البعوض، ثلاث مرات، آخرها كان أخطرها، حيث كان من الدرجة التي تسبب نزيفاً في الجسد.. «بقيْتُ في المشفى ثمانيَّة أيام، وكان من أصيب بهذه الدرجة من المرض في نيكاراغوا عشرين شخصاً كنت منهم، وتوفي من العشرين اثنان».

في الكتاب تصف المؤلفة سكان نيكاراغوا بالبساطة والطيبة وأنهم يحبون الغريب ويحتضنونه، ويقدمون له أفضل ما عندهم، ما مكن الأوروبيين من سلب خيراتهم ببساطة، كما مكن المهاجرين اللاحقين من أوروبيين وعرب من خلق وطن جديد لهم.

وبحسب الكتاب، يظن الناس في نيكاراغوا أن المرأة العربية تضع الحجاب بسبب مرض في فروة الرأس أو لكونها راهبة، وترجع أبو سنينة سبب ذلك إلى الجهل بالثقافة العربية في نيكاراغوا الذي يعود إلى قوقعة الجالية العربية على نفسها، وإهمالها إظهار ثقافتها، إذا كان هدف المهاجرين هو البحث عن حياة كريمة.

لا أسرار في نيكاراغوا، فالناس يتناقلون ما يجري من أحداث بسرعة البرق، ويرجعون ما يحدث معهم إلى السحر، أما يومي الأول والثاني من نوفمبر فيقام احتفال يعرف بـ «عيد الأموات» يتم فيه التقرب من الأموات والاحتفاء معهم بالحياة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


في عيد الموتى ليس للحزن مكان، يتبع الناس طقوساً معينة تتمثل بتزيين المقابر والأضرحة بالورود، وإشعال الشموع والتحلق حول قبر الميت، وهناك توزع الحلويات على الأطفال، الذين يجدون في هذا اليوم فرصة للفرح، ويكبرون وفي رأسهم فكرة ممتعة عن الموت.