ناهد حمود

الميكروفون ارتبط بذاكرة المستمعين في رمضان

تعاني الدراما الإذاعية ندرة كتّاب النصوص وسطوة التكنولوجيا والطفرة الرقمية، فضلاً عن زخم القنوات الفضائية التي جذبت الجمهور الباحث عن الترفيه والدراما البصرية، في الوقت الذي كانت تتسيد المسلسلات الإذاعية المشهد الدرامي سابقاً، إذ كان ينتظرها جمهور المستمعين، خصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي كان يشهد بث كم كبير من المسلسلات الإذاعية الهادفة، التي ما زالت محفورة في ذاكرة الأجيال.

ودعا فنانون القائمين على المحطات الإذاعية والمعنيين بالشأن الدرامي إلى ضرورة تطوير محتوى المسلسلات الإذاعية وكتابة نصوص مبتكرة تواكب جيل العصر وتناقش هموم الشباب، مطالبين بتغيير طرق سرد النصوص الدرامية التقليدية لتتماشى وجيل المنصات الرقمية والاجتماعية، فضلاً عن مراعاة موجة الارتفاع الطبيعي للأجور وغلاء إيجار الاستوديوهات الإذاعية.

كنز معرفي

واعتبر الفنان الإماراتي عبدالله صالح الدراما الإذاعية كنزاً معرفياً وثقافياً لا يمكن مقارنته بما يقدم الآن عبر شاشات التلفزيون أو منصات المشاهدة الرقمية، مبيناً أن المسلسلات الإذاعية فن هادف ومؤثر وترك بصمة قوية في ذاكرة جمهور الأثير، إذ كان ينشط ويشهد زخماً كبيراً في شهر رمضان المبارك.

وأضاف أن الإذاعة موضة لم ولن تنتهي، إذ واكبت الحداثة وسارت في درب التكنولوجيا الرقمية وأصبحت تردداتها متوافرة على الهواتف الذكية، ما يدحض حجة القائلين إن الدراما الإذاعية «موضة قديمة»، مرجعاً سبب غياب الدراما الإذاعية إلى أن كتّاب النصوص اتجهوا إلى المسلسلات التلفزيونية بدافع أن «الإذاعية» غير مربحة ولا تطعم خبزاً، وهذه المزاعم تتنافى مع الواقع.

البحث عن الربح

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


بدوره، أكد الإعلامي الإماراتي محمد يوسف أن المحطات الإذاعية الخاصة تبحث عن الربح المادي فقط، من دون النظر إلى رسالتها الإعلامية الهادفة، التي تتمثل في تقديم محتوى هادف يرتقي إلى ذائقة المستمعين، مضيفاً أن شريحة كبيرة من فئات المجتمع تستهويها الصورة قبل الصوت، وحتى إن تابعوا مسلسلاً إذاعياً رمضانياً يفضلون أن يكون كوميدياً وقصيراً.

سطوة التكنولوجيا

أما الفنانة الإماراتية موزة المزروعي فأرجعت سبب خفوت نجم الدراما الإذاعية إلى سطوة التكنولوجيا وزخم القنوات الفضائية التي جذبت الجمهور، وقلصت دور الإذاعة ومحتواها، حتى كاد المسلسل الإذاعي ينحسر أيضاً في شهر رمضان الذي طالما ارتبط به.

منافسون شرسون

من جانبها، أكدت الفنانة العمانية فخرية خميس أن وضع الإذاعة حالياً مختلف تماماً عن الماضي، إذ كانت المتنفس الترفيهي للجمهور، لكن حالياً أصبح لها منافسون شرسون وكثر من فضائيات ومنصات رقمية واجتماعية عبر الإنترنت.

وطالبت خميس القائمين على المحطات الإذاعات والمعنيين بالشأن الدرامي بتطوير محتوى المسلسلات الإذاعية لتواكب جيل العصر بنصوص مبتكرة تناقش هموم الحياة المتطورة والقضايا الجاذبة للشباب، فضلاً عن الاعتناء بالمؤثرات الموسيقية وطريقة السرد في النصوص، إلى جانب الاستعانة بنجوم مواقع التواصل الاجتماعي الشباب لتجسيد أدوار أساسية في الأعمال الإذاعية.

إذاعة درامية

بدوره، أبدى الفنان الإماراتي منصور الفيلي، الذي قدم 12 مسلسلاً إذاعياً، أسفه وانزعاجه من غياب الدراما الإذاعية التي تحمل في مضمونها رسائل ونصائح معرفية هادفة، مطالباً بتخصيص إذاعة تبث على مدار اليوم مسلسلات إذاعية فقط.

ارتفاع كلفة الإنتاج

يرى المخرج والفنان الإماراتي خالد علي أن سبب غياب الدراما الإذاعية يتمثل في عدم تفهم المحطات الإذاعية للارتفاع الذي طال كلفة الإنتاج وأجور الفنانين، مبيناً أن الفنان سابقاً كان يحصل على 100 درهم مقابل تسجيل صوته في الحلقة الإذاعية الواحدة، أما حالياً فوصل السعر إلى 1000 درهم عن الحلقة، إضافة إلى ارتفاع أسعار إيجارات الاستديوهات الإذاعية.