عمر عليمات

كاتب ومستشار إعلامي ـــ الأردن

تخرصات وزير الخارجية الإيراني الحالي جواد ظريف المتعلقة بالإمارات والسعودية، وتهديدات المسؤولين الإيرانيين بقطع صادرات النفط وإغلاق مضيق هرمز، تظهر مدى التخبط الذي بات يعيشه نظام الملالي في طهران، مع قرار «تصفير الصادرات» المتوقع أن يبدأ يوم غد، والذي سينهي الإعفاءات التي سمح بموجبها الرئيس الأمريكي لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وإلا واجهت هذه الدول عقوبات أمريكية.

إيران صارت اليوم تدرك أن واشنطن عازمة تماماً على خنقها اقتصادياً، وإجبارها على تغيير سلوكها العدائي في المنطقة ووقف زعزعة الأمن الإقليمي، الذي يعد مصلحة عليا للولايات المتحدة، فضلاً عن أهمية هذه المنطقة لكل دول العالم.

الهروب إلى الإمام ومهاجمة دول المنطقة خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات استراتيجية ولدت ميتة، فبدلاً من إثبات أن إيران ساعية إلى سياسة حسن الجوار والتعامل العقلاني والمنطقي مع المنطقة، يرسل النظام الإيراني تهديداته يمنة ويسرة، لتتعزز قناعة العالم بأنها دولة لا يمكن أن تتعايش ومحيطها الجغرافي، وأنها عنصر فوضى وتهديد لا عنصر استقرار وازدهار.

ظريف عندما يهاجم دول المنطقة يتناسى أن سياسات بلاده لم تجر على الشعب الإيراني إلا البؤس والأمراض الاجتماعية، يضاف إليها التراجع الاقتصادي، ألم يسمع الوزير أن بلاده تأتي خامس دولة في العالم من حيث معدل التضخم بنسبة 37%، وأنها في الترتيب الثالث في مؤشر البؤس العالمي، في المقابل فإن اقتصاد السعودية والإمارات أكبر اقتصادين في المنطقة؟.

أَلاَ يعلم الوزير أن المملكة العربية السعودية رفعت ناتجها المحلي من 95 مليار دولار في عام 1989 إلى نحو 762 مليار دولار حالياً؟، فيما لم يرتفع الناتج المحلي لبلاده في ذات الفترة إلا إلى 484 مليار دولار بعد أن كان 379 مليار دولار؟

أَلاَ يَعِي الوزير أن الإمارات اليوم تعتبر مركزاً مالياً واقتصادياً مهماً، وأنها تحتل صدارة المؤشرات العالمية في العديد من القطاعات، فيما لا تزال بلاده تحارب فيس بوك وتويتر لتعيد شبعها إلى عصر ما قبل الإنترنت؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


نقول للوزير الإيراني إن قيادتي المملكة والإمارات عندما كانتا تسعيان بكل طاقتهما لتطوير بلادهما ورفاه شعبيهما وترسيخ مكانتهما في مصاف الدول المتقدمة، كان نظامك المتهالك يعيث فساداً بثروات الشعب الإيراني ويرسلها لحزب الله والحوثي والخلايا النائمة والمستيقظة.. لعل بيت العنكبوت أكثر قوة وصلابة من نظام يسرق قوت شعبه ليقتل أبناء منطقته؟!