عبدالله فدعق

متخصص في الفقه والفكر ــ السعودية

ورد عن بعض السلف الصالح ـ رحمهم الله ـ أنهم كانوا يدعون الله عز وجل، ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه سبحانه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم صيامهم وقيامهم؛ وبموجب الحساب الفلكي سنستقبل بعد يومين شهر رمضان المبارك، نسأله تعالى أن يعيننا فيه على طاعته، وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال..

لا شك أن شهر رمضان له مزاياه المختلفة، التي تجعله منفرداً عن غيره من الشهور، فهو شهر الرحمة والمغفرة والجود، وشهر القرآن العظيم، وشهر سمو الروح، وهو سيد الشهور على الإطلاق، والاستعداد والتهيؤ له مطلوب، وليس عيباً أو نقصاً الاستعداد له بشراء الأطعمة الخاصة به، لكن مع احتساب نية التقوى على العبادة، والتوسعة على الأهل، وإدخال السرور على الآهل والأقارب؛ فعن سيدنا سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجِرْتَ عليها، حتى ما تضع في في امرأتك».

وعن سيدنا أبي مسعود البدري -رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة»؛ ومع هذا فلا ينبغي الغفلة عن أن نستعد استعداداً إيمانياً لرمضان، حتى لا يكون مجرد عادةٍ من العادات، أو عبادةٍ جوفاء، نعملها من غير إدراك لأهميتها، أو استشعار لعظمتها..

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

الاستعداد الإيماني المقصود، يكون باحتساب الصوم لله تعالى وبالنيات الصالحة؛ لا مجرد عادة وتقليدٍ، مع نية المحافظة على أداء الفرائض في أوقاتها مع الجماعة، ونية المحافظة على قيام رمضان، والعزم على عدم التفريط فيه ولا ليلة واحدة، ونيّة الحرص على الصدقات في رمضان؛ ونية الإكثار منها، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل، ونية حفظ النفس والجوارح عن المعاصي والآثام، وخصوصاً جارحة اللسان عن الغيبة والكذب؛ قال الإمام مجاهد بن جبر، التابعي المشهور: «خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب».. اللهم أدخل علينا رمضان بالخيرات، وحقق لنا فيه كل آمالنا.