فاطمة اللامي

كاتبة وإعلامية ـ الإمارات

يوماً بعد يوم، يزداد القلق من مغبة تراجع الإقبال على الكتاب في المجتمع، وهذا التخوف له ما يبرره، بسبب تنامي النزعة الاستهلاكية، وسطوة التكنولوجيا على جيل الناشئة وعلى المجتمع ككل، وبالرغم من تعدد وسائل ومصادر الثقافة والمعرفة، وملاءمتها لمزاج الناشئة بوجود الكتاب الإلكتروني، إلاّ أن نسبة الإقبال على الكتاب الإلكتروني ليست مشجعة في الوطن العربي، وتجدها شائعة، فقط، بين فئة النخبة المثقفة والمعسرين الذين تدفع بهم ربما ظروف الحياة الاقتصادية للجوء إلى الشبكة العنكبوتية.
فماذا يمكن أن نصنع لتكريس فعل القراءة وتحويله إلى ثقافة عامة في ظل كل هذه التحديات المحيطة بأبنائنا؟، كيف تتصدر المطالعة أولوياتهم بعد تمكينهم دراسياً، وكيف يمكننا أن نُرغّب أجيالاً ناشئة صعبة المراس، مأخوذة بالملهيات التقنية الجديدة التي تستحل، اليوم، كل اهتماماتهم وشغفهم ووقتهم؟، كيف لنا أن نجعل القراءة طقساً شبه يومي لا يسقط من جدولنا الترفيهي؟، ثم كيف لنا أن ننمي هذه العادة الصحية في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم ما لم نكن قارئين؟!.
ولكي يتحقق هذا الهدف في ظل حياتنا الاستهلاكية وسيطرة التكنولوجيا على ذائقة الأبناء، فلا بد من إدخال الثقافة، والكتاب المجاني في المشهد الاستهلاكي والتجاري، من خلال إنشاء مكتبات عامة داخل المراكز التجارية، على أن تستقطب جميع الأعمار، أن نعمم فكرة كابينات الكتب المجانية في ردهات انتظار المستشفيات والمطارات ونقاط النقل العام وأماكن التنزه العامة؛ أن يكون الكتاب المجاني حاضراً وفي متناول الجميع؛ كأن ترى مُراجعاً في ردهة الانتظار مستغرقاً في قراءة كتاب عوضاً عن عبثه في هاتفه المحمول!.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟