د. عبدالله الكمالي

باحث شرعي ــ الإمارات

قال الله تعالى: «نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (الحجر ـ الآية 49)، ومن رحمته العظيمة أن شرع لنا مواسم للطاعات، من عمل فيها بالأعمال اليسيرة كان له الأجر الجزيل عند الله، فهنيئاً لأهل التجارة مع الله، ومن أعظم هذه المواسم: شهر رمضان المبارك.

ففي الحديث الصحيح: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وفي حديث آخر: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، فتأملوا رعاكم الله في سعة رحمة الله وفضله العظيم علينا.

ورمضان شهر العبادة وتلاوة القرآن والصدقة والرحمة والإحسان، والحريص على الحسنات لا يفرط في الأعمال الصالحة والأجور الكبيرة، فتراه يحرص على أداء الصلاة جماعة في المسجد، ولا يفرط في تكبيرة الإحرام لأنه يعلم أن الفرائض هي آكد العبادات، وإذا انتهى من الصلاة أتى بأذكار بعدها، ثم صلى السنن الراتبة الواردة عن نبينا عليه الصلاة والسلام، متذكراً قوله: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة».

من ناحية أخرى على الصائم معاملة الناس بالأخلاق الطيبة الحسنة، فإن جهل عليه أحد، قال: إني صائم، ولم يخدش صيامه بالغضب والجدل واللجاج، وتراه في شهر الصيام يتجاوز عن أخطاء الناس، ويعفو عن أي شخص قصَّر في حقه، فرمضان مدرسة للتسامح والعفو والصفح.

ومن جميل عادات بعض الكرام حرصه على إطعام الطعام وتفطير الصائمين في شهر الصيام، قال عليه الصلاة والسلام: «من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً».

ومن أبواب الرحمة والخير في شهر رمضان أيضاً الصدقة وبذل المال لوجه الله تعالى، فالصدقة على الفقراء والمساكين في شهر الصيام من أسباب الفوز بالجنات، وهذا هو عمل النبي عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


ومع بلوغ شهر الصيام نحمد الله على نعمه العظيمة علينا، فنحن نصوم في أمن وأمان ورغد من العيش ونِعم لا تعد ولا تحصى، فاللهم ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.