عبدالله فدعق

متخصص في الفقه والفكر ـ السعودية

من مكررات الأسئلة الرمضانية: متى يحل وقت إفطار المسافر بالطائرة في رمضان؟، والجواب عن ذلك ينبغي أن يكون واضحاً؛ صيانة لصيام الصائم من ضياع أجره، ولعدم تفويت أجر الواجب المفروض عليه.

الحق ـ سبحانه وتعالى ـ يقول في سورة البقرة: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»، وفي الحديث الصحيح، عن سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»، وفي رواية صحيحة عن سيدنا عبدالله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ - فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»، ومعنى ذلك أن العبرة في الإفطار، هو تحقق الصائم من الظُّلْمة بالرؤية الذاتية، أو بإخبار من يعتد بخبره.

معلوم أن الإنسان كلما ارتفع عن سطح الأرض تأخر غروب الشمس في حقه، وبناء على ذلك لا إفطار حتى تغرب الشمس بالنسبة للصائم نفسه، وأن الإفطار المعتبَر في حق المسافر بالطائرة إنما هو برؤيته غروبَ الشمس بالنسبة إليه، وفي النقطة التي هو فيها، ولا يجوز له أن يفطر بتوقيت البلد الذي يُحلق عليه، ولا الذي سافر منه، ولا الذي يتجه إليه، ولا يفطر إلا عند رؤيته غروب الشمس بكامل قُرصِها؛ ومما ينبغي التنبه إليه أنه قد تغيب الشمس ثم تخرج مرة أخرى من جهة المغرب لسرعة الطائرة، وهنا يفطر الصائم عند غيابها الأول، ولا يلتفت لردها وعودتها، وكذلك ينبغي التفطن إلى أن ما يقوله بعض قُوَّاد الطائرات من الإفطار على ميقات البلد الأصلي أو البلد الحالي غير صحيح شرعاً.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

أختم مقالي بأن من يسر الدين أنه إن طالت مدةُ الصيام طولاً يَشُقُّ على المسافر تحمله؛ له أن يُفطر للمشقة الزائدة، وليس لانتهاء اليوم، وعليه أن يقضي صيام الأيام التي أفطرها في مقبل أيامه.