إيمان اليوسف

مرآة قلم

من ينغمس في تفاصيل الموسيقى المثيرة «للسسبنس» التي تبدأ مع بداية المشهد الأول للحلقة الأولى من مسلسل «أفراح القبة» المبني على رواية بالاسم نفسه للراحل العملاق نجيب محفوظ، يُصَب بالإحباط حين قراءة بداية الرواية.

لم أتناول علاقة العمل الأدبي المكتوب والبصري الدرامي بهذه الطريقة من قبل، إلا أن لي غاية مما أقوم به في سلسلتي الجديدة من مقالات «صفحة من كاتب».

هناك اختلاف نعِيه كلنا اليوم بين العمل الأدبي والدرامي. تختلف المتطلبات والتحديات ومن البديهي والمتوقع اختلافهما، لذا تتعرض النصوص الأدبية لمعالجة درامية وينجح منها ما تمت معالجته بذكاء ومهارة.

لذا، حين نقول بنجاح مسلسل أفراح القبة فإننا نعلم أنه بطبيعة الحال يتماهى مع معايير نجاح أي عمل درامي يريد جمهوره تصاعد الأحداث وتشابكها والإثارة، وهذا لا تخلو منه الرواية إنما بطريقة أخرى تتواءم أكثر مع معايير نجاح الأعمال الأدبية.

لا يتوقف نجيب محفوظ كثيراً عند التفاصيل. يرسم على عجل زوايا المكان، ويركز على الشخصيات. تحرك الشخصيات الأحداث على كاهلها مفردة.

تبدأ رواية أفراح القبة قوية، بانتهاء أفراد المسرح من قراءة مسرحية عباس كرم يونس التي تكشف عن مقتل تحية التي تلعب دورها منى زكي. اختلف تناول الرواية والمسلسل للمشهد المحوري.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


في المشهد الدرامي هناك الكثير من التصعيد والاهتمام بإيصال المُشاهد إلى مستوى فداحة الحدث الجلل، الأمر الذي يأتي بعفوية وهدوء أكبر في الرواية ويتصاعد بشكل تدريجي.

ما الذي تريده الصفحة الأولى من رواية نجيب محفوظ؟ أن ندرك أن معايير الأدب لينجح مختلفة عنها في الدراما، وأن من يثير انتباهه عمل درامي فربما لا يثير انتباهه الأصل المكتوب للأسف، ولا يعني ذلك فشل أي منهما. لكن، انتبه، اقتراب معاييرهما يعني ارتفاع وعي المتلقي، الأمر الذي نجده أوضح قبل أربعين عاماً من اليوم بشكل أوضح.