محمد الحمادي

معادلات

في الجانب المقابل للأحداث في المنطقة، بعد العملية التخريبية الموجهة ضد أربع سفن في خليج عمان، والهجوم على مضختَي النفط في الرياض، هناك مشهد يستحق التدقيق، وهو الإعلام القطري، الذي ذهب بعيداً في تفسيراته وتحليلاته المعادية لتلك العملية، فاستضاف الأشخاص الذين يروّجون لنظرية المؤامرة، ويحاولون أن يخدعوا الجميع بأن النظام الإيراني بريء من العمليات التخريبية، وأن هناك من «افتعل» ذلك التخريب.

الغريب أن القناة لم تنتظر نتائج التحقيقات التي يقوم عليها فريق إماراتي وفريق دولي للكشف عن المتسبب في تلك العمليات ومن يقف وراءها، ومالت قناة الجزيرة، التي يفترض أنها عربية، إلى الجانب الإيراني كل الميل، بل وألمحت باتهام غير إيران لأن النظام الإيراني أعلن عدم مسؤوليته!

نتساءل، ما موقف القناة بعد أن أعلنت ‏المملكة العربية السعودية، أمس، أن الهجومين على المنشآت النفطية كانا بواسطة طائرات بدون طيار، واتهمت الحوثيين بارتكاب هذه الجريمة؟ .. وبعد أن اتضحت الحقيقة، واتضحت حقائق كثيرة قبل ذلك .. نتساءل، إلى متى تبقى قناة الجزيرة وغيرها المحسوبة على إيران وتركيا والإخوان، والتي تعادي المملكة العربية السعودية والإمارات، مستمرة في نشر الأكاذيب وإخفاء الحقائق عن مشاهديها والجمهور العربي، والدفاع عن من يرتكبون الجرائم ضد هذه الدول؟!

لقد لاحظ الجميع منذ الإعلان الإيراني عن الهجوم التخريبي على السفن الأربع في خليج عمان، كيف أن قناة الجزيرة قامت بكل شيء، وتحركت بكل ما لديها من قوة كي تنفي التهمة عن النظام الإيراني، وتدافع عنه! وتستضيف محللين ومن تسميهم خبراء كي يبعدوا التهمة عن النظام الإيراني، بل ذهب ذلك الإعلام إلى أبعد من ذلك بأن حاول أن يُفهم العالم أن تلك الجريمة «مفتعلة» وليس وراءها إيران أو أي طرف آخر، فماذا سيقول كل هؤلاء بعد أن تبيّن أن الحوثيين الإيرانيين وراء تفجيرات المنشآت النفطية السعودية؟

واللافت إصرار هذه القناة على الوقوف إلى جانب إيران ضد جيرانها العرب، فهي لم تتوقف يوماً عن الترويج للقوة العسكرية الإيرانية وتمجيد بطولاتها لدرجة أنها تحوّلت إلى بوق إيراني لإخافة شعوب المنطقة!

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟