عبدالله المهيري

كاتب ومدون ـ الإمارات

شاهدت مقطعي فيديو لمشهدين يشتركان في أمر واحد، الأول كان لبحر من البلاستيك، والثاني كان لنهر من البلاستيك، كلاهما يعرض مساحة من الماء تغطيها نفايات مصنوعة من البلاستيك، أحدها في البحر الكاريبي، والثاني نهر في إندونيسيا، واحد في الشرق والآخر في الغرب والعالم بينهما لا يختلف كثيراً، العالم متخم بنفايات البلاستيك.

كم هو محزن ومثير للغضب أن نرى مثل هذه المناظر حول العالم، لأن فكرة إعادة تدوير النفايات لم تفعل ما كان يفترض بها أن تفعل، وهو أن تجعل النفايات في دائرة التصنيع وإعادة التصنيع ولا تصل إلى البحر أو مكبات النفايات، لكن كيف نمارس إعادة التدوير في الوقت نفسه الذي يستمر فيه تصنيع الجديد من دون توقف؟.. لكي تتوقف نفايات البلاستيك عن الوصول إلى البحر يفترض أن يتوقف تصنيعها وهذا لن يحدث بسهولة.

كثير من حملات التوعية موجه للجمهور والأفراد، رسائلها إيجابية وضرورية: لا ترمِ النفايات، ضع النفايات في مكانها المناسب، مارس عزل النفايات بحسب نوعها.. هذا لم يعد يكفي، يمكن للفرد أن يعيش بدون أن ينتج نفايات كثيرة، وهذا يتطلب تغييراً في طريقة تسوقنا وشحننا للبضائع، لأن كثيراً من البلاستيك يستخدم في الشحن والتغليف.

شخصياً أستخدم أكياس تسوق كبيرة لتجنب استخدام الأكياس البلاستيكية، وهذا جزء صغير من الحل، لأنني أحمل مشترياتي المغلفة بالبلاستيك، عندما أشتري منتجاً إلكترونياً أجد في الصندوق أنواعاً من البلاستيك للتغليف، لا يمكن تجنب البلاستيك والسوق يعتمد عليه كثيراً.

الأمر لم يعد يحتمل التأخير، وقد تحركت دول لمنع أنواع من البلاستيك ومن أولها الأكياس، ويفترض أن تحاكيها بقية الدول.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟