إيمان اليوسف

مرآة قلم

«وأخيراً»، تمتم بصوت منخفض: «أهذا هو الكتاب؟»

سرت القشعريرة في جسدي كله حين وصلت إلى هذه الجملة في قصة اليافعين «أسطورة سو» للكاتب تياغو دي ميلو أندريد. كان لا بد من اختيارها صفحة من كاتب لهذا الأسبوع.

في قصة أسطورة سو، ملك يملك كل المعرفة، ويخفيها عن شعبه الذي يعيش في فقرٍ مدقع وجهل عظيم. طلب ذات يوم من أفضل نحاتي المملكة واسمه كراسو تمثالاً ذهبياً يوضع في وسط ساحة المدينة. وبالفعل، بدأ كراسو العمل على التمثال، وبينما يتفكر في مصدر معرفة الملك المطلقة، يُلهم أنها تبدأ من شيء اسمه الكتاب. لم يكن قد رأى كتاباً قط، إذ منع الملك المدارس في مملكة سو وكذلك المكتبات والجامعات، ولم يكن أي من أهل المملكة يعرف القراءة أو حتى سبق له ورأي كتاباً أو يعرف ما هو.

استوقفت كثيراً عند العبارة التي بدأت بها مقالتي. أنا التي جاءت الكتب لتنقذ حياتي. أنا التي تعرفت إليها من مكتبة الصفا العامة طفلة لأسكن رفوفها وتسكنني، لا يمكن أن أتخيل الكتاب غريباً غير مألوف الملامح.

جاء هذا الكتاب كتوصية من سارة المرزوقي المديرة العامة لمكتبة الشارقة العامة، كمصدر مميز لتعليم الأطفال أهمية القراءة والكتاب والمعرفة.

الأمر الذي أعرف مدى صعوبته وأهميته في الوقت ذاته. ترى، هل ندرك حقاً التغيير الذي تحدثه قراءة كتاب واحد خصوصاً في الطفولة؟ وهل ندرك استحالة جنوح «القارئ» إلى العنصرية أو الطائفية أو الإرهاب؟ وهل ندرك أن المستقبل كله بين صفحات الكتاب، كما يجيء في علوم الدبلوماسية الثقافية التي باتت تعمل بها دول العالم العظمى؟ قبل كل هذا، لِمَ يصل طول ملك مملكة سو ثلاثة أضعاف طول سكانها؟ أنصح باقتناء الكتاب ومعرفة السبب مع أطفالكم.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟