محمد عبدالجليل

حضرت الدراما الاجتماعية بقوة في الماراثون الدرامي الرمضاني بدول مجلس التعاون الخليجي، بينما غابت هذا العام في مصر على حساب الأعمال الكوميدية الخفيفة التي يغلب عليها طابع المغامرات.

وتشكل الدراما الاجتماعية عاملاً أساسياً في جذب المشاهدين إلى شاشة التلفزيون طوال العام، خصوصاً شهر رمضان، حيث أصبحت وجبة أساسية في الخلطة الدرامية الرمضانية سواء في مصر أو دول الخليج، وذلك لقدرتها على معايشة الواقع وملامسة هموم ومشاكل جمهور المشاهدين.

5 مسلسلات

ويتجلى غياب الدراما الاجتماعية عن الشاشة المصرية هذا الموسم في 29 مسلسلاً تلفزيونياً، منها 13 عملاً كوميدياً وتسعة مسلسلات يغلب عليها طابع الجريمة والغموض والمغامرات، في حين اقتبس عملان من قصة أجنبية، ليتبقى خمسة أعمال فقط يمكن أن يطلق عليها دراما اجتماعية، وهي «ولد الغلابة» لأحمد السقا، و«بركة» لعمرو سعد، و«زلزال» لمحمد رمضان، و«ابن أصول» لحمادة هلال، و«حدوتة مرة» لغادة عبدالرازق.

دراما العائلة

اللافت أن هذه المسلسلات الخمسة حفلت بمشاهد العنف والقتل والثأر، وواجهت انتقادات كبيرة من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن كان هناك مواسم تشهد كثافة في تلك النوعية من الأعمال الدرامية التي يطلق عليها البعض «دراما العائلة».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


قضايا مجتمعية

وفي المقابل، تشهد الشاشات الخليجية مجموعة واسعة من الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تتناول قضايا مجتمعية متباينة، تعكس معظمها ملامح المجتمع الخليجي وتناقش قضاياه. ومن أبرزها المسلسل الكويتي «حدود الشر» بطولة حياة الفهد وأحمد الجسمي، «وما أدراك ما أمي» لإلهام الفضالة وهنادي الكندي، وكذلك في الدراما الإماراتية هناك مسلسلا «الطواش» و«ص.ب 1003»، فضلاً عن المسلسل الكويتي «الديرفة» لمحمد المنصور، و«دفعة القاهرة» لبشار الشطي.

تراجع المحتوى

وأكد السيناريست المصري بشير الديك أن هناك تراجعاً في مستوى المحتوى المقدم في الدراما المصرية، ربما يكون ناتجاً عن حالة من التغيير النوعي، حيث سيطر العالم الافتراضي على الملامح العامة للدراما، وانتشرت الورش الفنية بشكل كبير، من دون أن يكون هناك وعي بآليات العمل الحقيقية لتلك الورش.

الدراما الولادة

بدوره، يرى الناقد السوري ماهر منصور أن الدراما المصرية بطبيعتها ولادة، وتملك مع الدراما السورية حيزاً كبيراً للتجريب وبها من المرونة في تناول الموضوعات ما يجعلها تقدم أعمالاً متنوعة.

وأضاف أن الدراما الخليجية بطبعها تعتمد في الأساس على المواضيع الاجتماعية والعائلية، ويفضل صناعها تقديم قوالب مختلفة بعيدة عن الكوميديا والتراجيديا في هذا الإطار، خلافاً للدراما المصرية والسورية اللتين تمتلكان «نفساً تجريبياً»، ولكن هذا لا يمنع من أن بعض الأعمال التي يمكن أن تندرج تحت بند الأكشن أو الكوميديا قد تحتوي على قضايا اجتماعية في سياق الأحداث.

جرعة محدودة

أما المخرج المصري محمد فاضل، فأكد أن هناك حضوراً محدوداً وجرعة معقولة للدراما الاجتماعية في الأعمال الدرامية المصرية، قد تكون أقل من الأعوام الماضية، ولكن ذلك يعود إلى الأجيال الجديدة التي تحمل أفكاراً مختلفة، ورغبة في التجريب في مساحات درامية غير معتادة في السوق المصري.يرى السيناريست المصري بشير الديك أن غياب الكاتب المثقف المهموم بقضايا وطنه ومشاكله الاجتماعية أدى إلى تراجع الدراما الاجتماعية، إلى جانب اعتماد الورش الفنية على الأعمال المقتبسة من «فورمات» أجنبي، لتكون الغلبة للقوالب المعلبة مثل الأكشن والكوميديا، وكل هذه التفاصيل لم تصل بعد إلى الأعمال الخليجية، وبالتالي نجد الدراما الاجتماعية حاضرة فيها بقوة.