عمر عليمات

كاتب ومستشار إعلامي ـ الأردن

إيران لا تخشى زيادة التوتر بالمنطقة، فهي تعرف تماماً أنها لن تخوض حرباً مفتوحة ضد أمريكا، وأن واشنطن لا تريد هذه الحرب من حيث المبدأ، إلا أن طهران لا تكف عن إشعال النار بالمنطقة، وطالما بقيت تخوض حروبها عبر أذنابها في سوريا ولبنان واليمن، فلن تتوانى في زعزعة استقرار الإقليم ومواصلة هوس تصدير الثورة، واقتراف خطيئة التدخل في شؤون دول أخرى بذريعة أنها مسؤولة عن بعض مواطني تلك الدول، فقط لأنهم من أتباع مذهب ديني معين!

إيران تشعل النار بوقود عربي بحت، فهي تخوض حروباً ضد العرب عبر جماعات من المفترض أنها عربية، مثل الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي.. والقائمة تطول، فإذا كان العرب يقاتل بعضهم بعضاً خدمة لإيران، فلماذا تتوقف طهران عن سياساتها؟ ولماذا تقتنع بأن الحرب لا طائل منها، وتوابيت القتلى تدخل بيوت العرب، فيما بيوتها ومدنها آمنة مستقرة؟

الجماعات العربية التابعة لإيران باتت حطباً لنيران طهران، ووقوداً متجدداً لحروبها، ومخلباً إيرانياً في الجسد العربي، وإلا كيف نقرأ تصريح الحوثي عندما يقول إن لديه «بنك أهداف» حيوية بالمنطقة لضربه؟ سوى أن إيران هي التي تدير الجماعة وتحركها كما تريد وكيفما تريد، وكيف نفهم الزج بآلاف اللبنانيين لدخول الحرب السورية بهدف ترسيخ التغلغل الإيراني في قلب دمشق؟ وعلى المنوال ذاته يمكن قياس الحشد الشعبي العراقي وغيره من الكيانات في الدول العربية.

ما أريد أن أصل إليه هو أن إيران طالما بقيت تنفذ سياساتها العدائية عبر وكلائها فلن تتوقف عن هذا النهج، وستبقى تضخ الأسلحة والأموال والشعارات الطائفية لهذه الجماعات لتنفيذ أجندتها والتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة، وبناء عليه، فإن قصقصة أجنحة طهران في الدول العربية أصبحت خياراً وضرورة، فهذه الأجنحة هي شريان حياة طهران وحائط الصد والدفاع الرئيس عن قلب طهران، ومن دونها ستشعر إيران فعلاً بالخطر وستراجع الكثير من سياساتها وممارساتها.

المطلوب اليوم هو التركيز على الأذرع أكثر من التركيز على الجسد، فما دامت أذرع إيران منتشرة في عالمنا العربي فستبقى طهران مصدر قلق وتهديد للمنطقة كلها، وسيبقى ملالي طهران في الكراسي الخلفية يشاهدون ما يدور في منطقتنا من اضطراب، من دون أن يشعروا بأن الخطر قريب من كراسيهم الوثيرة ما دام هناك مَن يحارب نيابة عنهم، ويموت من أجلهم.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟