فرح سالم

في التسعين

الكثير من القضايا العالقة، والتي تحكم مصير كرة القدم الإماراتية، ودائماً ما ندور حولها عقب كل فشل يتكرر.. ونعيد تكرار الأسباب ونصل إلى الحلول المطلوبة في وسائل الإعلام.. ومن ثم نعود مرة أخرى للبحث عن فشل جديد.. وهكذا.

لن نصل إلى ما نصبو إليه، طالما أن الأساس غير سليم، وأعني أن طريقة إدارتنا لكرة القدم هي المشكلة الأساسية والعائق الأكبر، وإذا ما أردنا تجاوز هذه المرحلة فلا بد من منح عطلة مدى الحياة لكل إداري في كرة القدم فشل في تطوير نفسه والارتقاء باللعبة وقادها إلى الخلف.

من بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن الاحتراف وتغيير عقلية اللاعبين والتفريغ والمشاكل الأخرى التي من المفترض ألا تكون موجودة لدينا، ولكن بما أننا ندير كرة القدم عن طريق عقلية الهواة، فالنتيجة لا بد من أن تكون مثل التي وصلنا إليها الآن.

بصريح العبارة.. لن نصل إلى الأهداف وستظل عبارة عن سراب.. طالما الإدارات تتعامل مع كرة القدم كوسيلة ترفيه أو عمل مسائي وطريق للشهرة أو لخدمة النادي الذي تشجعه والسلام..

لا بد من أن نتعامل مع كرة القدم باعتبارها مهنة لكسب العيش، وأن يعي اللاعب أن كرة القدم مهنة وعليه أن يتعامل معها بجدية، ولكن لن تصبح كذلك طالما أن معظم اللاعبين لديهم عمل آخر في الفترة الصباحية، وفي المساء يتدربون لساعة ونصف.. في عصر الاحتراف! والأنكى والأمَر.. أننا بالرغم من تعاملنا مع كرة القدم بكل بساطة، ننتظر أن نحقق أحلاماً وآمالاً بمنتهى البساطة.

إذا كنت تمتلك الموارد والإمكانات وغير قادر على تحقيق ما تصبو إليه، فمعنى ذلك أن هناك خللاً ما.. في الجانب الإداري أولاً وانتقل بعدها إلى أضلاع اللعبة الأخرى.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


وأعلم تماماً.. أننا لن نعالج هذه المشكلة في القريب العاجل، لأننا ظللنا ندور في فترة طويلة حول الحلقة المفرغة ذاتها التي ندور فيها حالياً.. باعتبار أننا نعرف أين المعضلة ونعلم الحلول أيضاً.. ولكننا لا نتحرك من أجل العمل على ذلك.

كرة القدم باتت علماً وصناعة وفلسفة.. وهناك من يعمل ويخطط منذ سنوات لتحقيق أهدافه.. لذلك يجب أن نؤمن أولاً بأننا نتعامل مع اللعبة بطريقة خاطئة.