عبدالله فدعق

متخصص في الفقه والفكر ـــ السعودية

في مثل هذا اليوم، التاسع عشر من رمضان، يتذكر كثير من الناس اليوم الحزين، الذي رحل فيه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من دنياهم قبل 15 سنة.

محاسن ومآثر الشيخ الوالد تضيق عنها مساحة مقالي، واخترت ملامسة جانب التسامح في حياة الشيخ، خاصة أنه العام الذي أصطلح على تسميته في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعام التسامح، وسأكتفي بواحد من الأدلة، يشهد عليه خبر رسمي، نشر قبل 17 سنة.

نصّ الخبر على ما يلي: «تكفل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، بتحمل نفقات ترميم وصيانة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، والتي أصيبت بأضرار جسيمة من جراء الاعتداءات المتواصلة التي تتعرض لها منذ بدء الحصار، الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، كما تكفل سموه بترميم مسجد عمر الذي يقع بجوار كنيسة المهد والذي تعرض بدوره لأضرار مماثلة؛ وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس جمعية الهلال الأحمر إن صاحب السمو رئيس الدولة أصدر توجيهاته لجمعية الهلال الأحمر بمتابعة تنفيذ هذا القرار على الفور.

وأضاف أن جمعية الهلال الأحمر بدأت بإجراء الاتصالات مع المراجع الكنسية المعنية بكنيسة المهد، وبوزارة الأوقاف الفلسطينية للإعداد لأعمال الصيانة والترميم وإصلاح الأضرار، والبدء بها، فور رفع الحصار، وانسحاب القوات الإسرائيلية التي تحتل مدينة بيت لحم».

في الخبر كل التأكيد على التجسيد الواضح للفقيد الكبير، للقيم الإسلامية النبيلة، والتعاليم الحضارية والإنسانية، واستمرار الوفاء بالالتزامات المترتبة على (العهدة العمرية)، التي أعطى فيها سيدنا الفاروق ـ رضي الله عنه ـ الأمن والأمان لسكان إيلياء (القدس)، وما جاورها، ومحافظته على كنائسهم، وتوفير كل متطلبات الحماية والرعاية لهم.

مساحة المقال تضيق عن المزيد، وأختمها بالمقولة الشهيرة للشيخ الوالد: «إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة، بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين».. اللهم جدد رحماتك على عبدك زايد، في كل حين، وبارك في عياله أجمعين.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟