عبد اللطيف المناوي

الدلائل تؤكد تقديم الإخوان تنازلات أو التزامات ربما كانت متوافقة مع وثيقة «جيورا إيلاند»

الأكيد أن مصر بقياداتها الحالية تنطلق وفق ثوابت أخلاقية أساسية رافضة لمبدأ تبادل الأراضي مع إسرائيل، ومن قبلها الرفض الكامل لفكرة التنازل عن أي أرض مصرية لحل أي نزاع، وهذا أمر تمَّ حسمه على أكثر من مستوى ومع كل طرف من الأطراف الفاعلة في ملف محاولات حل الأزمة الفلسطينية.

الظروف الحالية والكلمات الكثيرة التي بدأ يلوكها البعض حول توطين الفلسطينيين في سيناء، تحتم علينا أن نستحضر بعض ما أثير حول موضوع تبادل الأراضي، الذي هو أحد الأفكار القديمة، التي يمكن القول: إن عمرها هو عمر القضية الفلسطينية تقريباً.

يُرْوى أن الرئيس الأسبق أنور السادات في أثناء المفاوضات مع إسرائيل عرضوا عليه الفكرة، وكانت تتلخص في أن تتنازل مصر عن جزء من أرضها في سيناء مقابل قطعة أرض موازية في صحراء النقب، وكان السادات شديد الدهاء عندما وافق بشرط أن يختار هو مكان الأرض البديلة، فأتى السادات بالخريطة ووضع علامة على ما يريد في المقابل، واكتشف المفاوضون الأمريكيون والإسرائيليون أنه وضع علامة على ميناء إيلات، منفذ إسرائيل الوحيد على البحر الأحمر، ولم يفاتحوه في الأمر بعدها.

بعد تولي الرئيس الأسبق مبارك الحكم ظلت المحاولات لإقناعه، وظل رافضاً حتى اللحظة الأخيرة من حكمه رغم كل الإغراءات وكل الضغوط، وهذا ما أشار إليه في حديثه أو «دردشته» مع طبيبه التي نشرت مؤخراً.

ركب الإخوان على نفس مصر لمدة عام ولا ندري ماذا حدث في هذا العام حتى الآن، ولكن المؤشرات تقول: إنه في هذا الملف تحديداً يبدو أن هناك تنازلات قدموها أو التزام بتقديمها، وهذا يفسر من بين أمور أخرى ذلك الغضب والمفاجأة لسقوط الإخوان من قبل أطراف غربية

الدلائل تؤكد أن الإخوان قدموا تنازلات أو التزامات، ربما كانت متوافقة مع وثيقة «جيورا إيلاند» مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق مطلع عام 2010، وهي الوثيقة الطويلة والمليئة بالتفاصيل، التي نذكر منها على سبيل التذكرة أن الإدارة الأمريكية اقترحت على الدول العربية تحسين علاقتها مع إسرائيل، مقابل استعدادها للتنازل عن أراضٍ، فإذا تنازلت هذه الدول عن جزء قليل من الأرض، يمكن إدخال تحسينات كبيرة على وضع الدولتين.. التأكيد المصري على الثوابت مسألة نحتاج إليها دائماً.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟