محمد فايت

يطلق مجلس الشارقة الرياضي بالتنسيق مع دائرة المالية المركزية نظاماً مالياً إلكترونياً لمتابعة طرق صرف أندية الإمارة، حسبما أكد الأمين العام للمجلس، عيسى هلال الحزامي.

وأشار الحزامي في حواره مع «الرؤية» إلى أن هناك وحدات تدقيق مالي ومتابعة ميدانية تعمل مع الأندية لمراقبتها وصرف الأموال بصورة سليمة.

وأرجع الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي الطفرة والإنجازات الرياضية التي تعيشها الإمارة إلى الدعم المعنوي والمادي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لمختلف الألعاب والرياضيين.

وكشف أن الميزانية السنوية المرصودة للمجلس من قبل حكومة الإمارة لصرفها على الأندية في الموسم الحالي بلغت نصف مليار درهم، الأمر الذي مكنهم من تحقيق الألقاب والإنجازات على مستوى أندية الإمارة الباسمة بداية بفوز الشارقة بدوري الخليج العربي، وسيطرته التامة على بطولات كرة اليد، وحصول فريق كرة السلة على لقب بطولة الخليج، وصعود نادي خورفكان إلى دوري المحترفين، وبقاء فريق اتحاد كلباء للموسم الثاني توالياً في دوري الأضواء.

وأكد الحزامي امتلاك المجلس آليات تختص بضبط الصرف المالي في الأندية عبر وحدات للتدقيق المالي والمتابعة الميدانية، بالتكامل مع إدارات الأندية التي انتقل المجلس في التعامل معها من مرحلة التعاون إلى التكامل، على حد تعبيره.

* بعد 23 عاماً درع الدوري تعود إلى الملك، كيف تصف المشهد؟

أخبار ذات صلة

«الشارقة الرياضي» يوقّع مذكرة تفاهم مع «الدفاع المدني»
فيفا يدعو طاقم الإمارات المونديالي لسيمنار حكام كأس العالم


الفوز بلقب الدوري بعد 23 عاماً أدخل فرحة كبيرة إلى نفوس الجميع، وكم هو جميل أن يصادف فرحة الإمارة باختيارها عاصمة عالمية للكتاب، وكذلك في ظل الطفرة العمرانية التي تشهدها في كل النواحي، فالفوز بالدرع أكمل أفراحنا.

* نجاحات الشارقة في الموسم الحالي لم تقتصر على كرة القدم فقط، فهناك إنجازات في كرة اليد والسلة، فهل ترى أنها ثمرات الدمج بين ناديي الشعب والشارقة؟

بلا شك، فالدمج عامل مؤثر في تحقيق الإنجازات، وفوزنا بالدوري في الموسم الحالي يؤكد صحة خطوة دمج الفريقين بقرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرامي إلى تكوين كيان قوي قادر على المنافسة. بدأنا ننجي الثمار في أقل من عامين، وهذا يحسب للقائمين على إدارة نادي الشارقة لقدرتهم على تطبيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد استطاعوا حصد الدوري في ثاني موسم، علماً بأن خطتهم كانت المنافسة على المراكز الثلاثة الأولى.

* حققت أندية الإمارة في الموسم الحالي إنجازات كبقاء اتحاد كلباء في المحترفين وصعود نادي خورفكان، ما استراتيجيتكم لمواجهة هذا التحدي؟

الدعم المعنوي والمادي الذي نجده من صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جانب توجيهاته المستمرة لنا، ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، قادت أندية الإمارة إلى تحقيق الإنجازات الرياضية، ونحن بدورنا عملنا على الوقوف مع كل نادٍ وفقاً لأهدافه المرسومة، وتحديداً خورفكان، فهو من أكثر الأندية التي زرتها في الموسم الجاري، وكان لدي يقين بأنه سيصعد للمحترفين، واستطاع تحقيق الهدف المنشود رغم الصعوبات التي واجهته، إلا أننا استطعنا تجاوزها بفضل تعاون الجميع، ولاسيما أن هذا الصعود يأتي لأول مرة منذ تطبيق الاحتراف، إذ كانت آخر مشاركة للفريق منذ 11 عاماً.

وبخصوص نادي اتحاد كلباء، حدث تغيير في الإدارة وأعقبته تغيرات على مستوى الجهاز الفني والأجانب، وكلها عززت استقرار النادي وأسهمت في بقائه للعام الثاني على التوالي في دوري الخليج العربي وحسم البقاء مبكراً.

* يرى الكثيرون أن نجاحات الإمارة الرياضية يقف خلفها دعم المجلس للأندية مالياً.. ما الميزانيات المرصودة للأندية؟ وما آليات الصرف؟

الميزانية المخصصة للمجلس من قبل حكومة الإمارة لصرفها على الأندية البالغ عددها 21 نادياً (تسعة جماعية و12 تخصصية) تقارب نصف مليار درهم لتحقيق أهداف رئيسة، منها المنافسة وتحقيق الألقاب وصناعة أبطال وقيادات المستقبل. وللعلم، كان اللاعبون يقضون أكثر أوقاتهم في الأندية لذلك نحرص على توفير البيئة السليمة لهم في أن تكون الأندية أماكن لاستثمار الوقت في أشياء مفيدة وهذا ما نعمل على تطبيقه.

وفيما يتعلق بآليات ضبط الصرف المالي في الأندية هناك وحدات للتدقيق المالي والمتابعة الميدانية تعمل مع الأندية لمراقبتها وتوجيه صرف الأموال بصورة سليمة، وهذا بفضل التكامل مع إدارات الأندية، إذ انتقلنا من مرحلة التعاون إلى التكامل والتنسيق التام، وسنطلق بالتنسيق مع دائرة المالية المركزية نظاماً مالياً إلكترونياً لتسهيل متابعة المجلس لطريقة صرف الأندية.

* قدمت مجموعة الشارقة في كأس آسيا تنظيماً مميزاً أشاد به الاتحاد الآسيوي .. ما أبرز الإيجابيات التي خرجتم بها من البطولة؟

الأمر الذي كان مهماً بالنسبة لنا في كأس آسيا هو اختيار فرق العمل، إذ شارك معظم أفرادها في تنظيم كأس العالم للناشئين 2013، واستفدنا من الخبرات الكبيرة التي اكتسبوها من تلك المشاركة، لذا لم نواجه صعوبات تذكر فيما يتعلق بالتنظيم. واقتصر الاختلاف بين الحدثين على المهام، لذا استقطبنا مجموعة من الشباب المتخصصين في مجالات الإعلام الرقمي، والترفيه والنقل التلفزيوني، الذين أثروا عمليات النقل والبث عبر مختلف الوسائط، ووجدوا في الوقت نفسه ميداناً جديداً لتوسيع خبراتهم في المجال الرياضي، الأمر الذي أدى إلى تميز الشارقة في تقديم الحدث برمته، ووجد استحساناً من الاتحاد الآسيوي.

وأود الإشارة إلى أن هؤلاء الشباب المتخصصين كانوا من أبناء الإمارة الذين تم تأسيسهم في مراكز الناشئة ومراكز الطفل والمدارس النموذجية، وغيرها من المؤسسات المعنية بتأهيل الكوادر المواطنة.

* يولي المجلس الألعاب الأخرى اهتماماً كبيراً، خصوصاً كرة الصالات، إلا أنها لم تحقق انتشاراً واسعاً في الأندية.. ما الخطوات اللازمة لنجاح اللعبة؟

لابد من التفريق بين التنافسية ومنح الأبناء فرصة الذهاب إلى الأندية للعب، فنحن نهدف في المقام الأول إلى توفير الصالات لمنحهم فرصة اللعب، ومع ذلك فقد حققوا نتائج جيدة خلال الأعوام الماضية، تحديداً ناديي خورفكان وكلباء، ولكن بعد حدوث الدمج في أندية دبي صار نادي شباب الأهلي دبي منافساً قوياً وحاصداً للبطولات، والآن نعكف على دراسة لتطوير اللعبة لإيجاد المنافسة المطلوبة على الصعيد المحلي.

* يقال إن الوصول إلى القمة سهل والمحافظة عليه أصعب.. ما خطتكم للمحافظة على الإنجازات مستقبلاً؟

لدينا ثقة كاملة بمجالس إدارات أنديتنا ونوفر لها الدعم الكامل، ونعلم أن التحدي القادم صعب، ونحن معها من أجل المحافظة على الإنجازات التي حققناها في الموسم الحالي.

* ما تعليقك على الانتقادات التي طالت مجلس اتحاد الكرة الحالي، ووصلت إلى مطالبته بالاستقالة عقب الخروج من كأس آسيا 2019؟

كرة القدم تكون دائماً على صفيح ساخن، وهناك تحديات كبيرة ماثلة في كل الأوقات والجماهير لا ترضى إلا بالفوز، وقد تكون أبسط المهام التي ينظر إليها البعض صعبة في الواقع، فعلى سبيل المثال عند تشكيل المنتخب الأول يأخذ الاتحاد وقتاً، فاللاعبون المستدعون للمنتخب هم مخرجات الأندية وليس الاتحاد، وإذا أتى لاعبون غير جيدين فهم أتوا من الأندية.

وأعضاء الاتحاد اجتهدوا في تقديم عمل متميز، وإن صاحبه بعض الإخفاقات، ولكن هناك جمعيات عمومية تراقب وتقيّم وتتابع، وأنا أرى أن مخرجات العملية الانتخابية للدورة الحالية لم تكن في مستوى الطموح، والدليل هو أن الأعضاء الموجودين في المجلس هم ثلاثة فقط يمثلون أندية المحترفين (عجمان، اتحاد كلباء، الوحدة)، أما الباقون فمن أندية الهواة، وهذا يعطي انطباعاً بأن الهرم مقلوب والخبرة لديهم محدودة في إدارة شؤون الاتحاد، ما أثر في أداء المنظومة بشكل كبير.

* ما الحلول المقترحة لعلاج الوضع مستقبلاً بشأن النظام الانتخابي لاتحاد الكرة؟

لتصحيح المسار مستقبلاً، أنا أفضل نظام القوائم لخوض الانتخابات وأقترح بخصوص انتخاب أعضاء المجلس الـ11 أن تشمل القائمة سبعة ممثلين لأندية المحترفين وثلاثة لأندية الأولى، وبحكم العضوية في مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة أعمل مع بعض الزملاء على تبني هذا المقترح لتلافي الوضع الذي حدث في الدورة الحالية.

* ما تقييمكم لتجربة تطبيق سقف الرواتب في الموسم الجاري؟ وهل تؤيد استمرارها؟

أؤيده، وخيراً فعلت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة في اجتماعها الأخير بالإبقاء عليه، شريطة أن تكون هناك مصداقية في تطبيقه.

* كيف يتعامل مجلسكم مع ملف تفرغ اللاعبين؟ وهل هناك اتجاه لتخيير اللاعبين بين ممارسة كرة القدم أو المهن الأخرى دون تعارض؟

أعمار اللاعبين قليلة في الملاعب، لذا من الظلم أن نطالبهم بالاختيار بين الوظيفة الرسمية وكرة القدم، وعندما يتوقفون عن ممارسة الكرة يكون عمرهم بين 32 و33 عاماً، ولم يمض على مزاولتهم مهنهم سوى سنوات قليلة، ونحن نفكر في تأمين الاستقرار الأسري لهم بالمحافظة على مصدر رزقهم الثابت في الوظيفة الحكومية، لذا يبدو التوفيق بين الاثنين هو الأفضل، خصوصاً أن فرصهم في الاستمرار في مجال التدريب والإدارة ضعيفة ولا تؤمّن لهم متطلبات الحياة.

ونحن في الشارقة لم نواجه مشكلات كبيرة بخصوص تفريغ اللاعبين، والأمور تحت السيطرة بفضل التعاون بين المؤسسات.

فقدت الإمارات مقعداً للتأهل المباشر إلى دوري أبطال آسيا ليصبحا مقعدين، والثالث من الملحق لسوء النتائج في المواسم الماضية آسيوياً، مما أثر في المستقبل في ظل مشاركة الشارقة كذلك.

ما حدث نتيجة طبيعية للنتائج غير المرضية التي حققتها أنديتنا في آسيا الموسم الجاري والماضي، وعندما تنافس وتصل لأدوار متقدمة تستطيع أن تحافظ على مقاعدك المستحقة.

وفيما يتعلق بمشاركة الشارقة يجب علينا معرفة هدف المشاركة الآسيوية الموسم المقبل، ولاسيما أنها تأتي بعد غياب طويل، وعلينا أن نحدد طموحنا من المشاركة حتى يتفهم الجمهور الأمر ولا يشكل صدمة لهم، وهذا سنتوصل إليه بالتنسيق مع إدارة النادي لتوفير الدعم المطلوب.

* لماذا الآسيوية عصية على أنديتنا ولم نستطع تكرار إنجاز العين في 2003؟

بشكل عام، تظل متطلبات المنافسة في آسيا عالية وتحتاج إلى جهوزية كاملة، إضافة للتوازن بين اللعب في المنافسات المحلية والآسيوية.

وآخر محاولة للوصول إلى النهائي حققها شباب الأهلي دبي في 2015، والعين كذلك في 2017، وكي نعود إلى عرش آسيا مرة علينا الاستعداد بالصورة التي تمكننا من المنافسة، وحالياً لا أراها متوفرة في أنديتنا التي ينقصها الكثير.

* ما أسباب خسارة الإمارات مقعدها في المكتب التنفيذي للاتحاد القاري؟ وما الخطة للعودة مجدداً في الانتخابات المقبلة؟

الانتخابات الآسيوية في غاية الصعوبة وليست سهلة، والنتائج التي خرجت بها انتخابات المكتب التنفيذي كان واضحاً عليها أثر التربيطات الانتخابية المسبقة وهي أزلية في القارة الآسيوية، وهناك محرك رئيس لها ومن يكسب وده ينجح.

ولتدارك الأمر في المستقبل يجب علينا أن نستفيد من درس الانتخابات الأخيرة والعمل بصورة جادة لرسم خريطة طريق للمستقبل، لعدم تكراره مرة أخرى، ونحن نتطلع لأن يكون لدينا أعضاء مؤثرون في الاتحادات القارية، وهذا يتطلب إعادة نظر في الأمر كاملاً، وألا يكون الترشح بالصورة الحالية والرغبات الشخصية.